ويرتكز المحور الأول للعملية على إحياء برنامج “صوت الطفولة”، الذي طُوّر منذ سنة 2021 داخل المخيمات الصيفية، ليجد طريقه اليوم إلى دور الشباب. ويتيح هذا الفضاء الجديد للأطفال والشباب التعبير عن أفكارهم وتمثلاتهم حول الرياضة وحقوق الطفل، من خلال ورشات الحكي والمسرح والغناء والشعر والتصوير. وتشدد الوزارة على أن هذه المقاربة الإبداعية ليست نشاطاً موازياً فحسب، بل أداة تربوية تهدف إلى تعزيز الثقة بالنفس وبناء قدرات التفكير والتعبير لدى الأجيال الناشئة.
أما المحور الثاني فيستند إلى المشاركة الرقمية عبر منصة UReport، التي أصبحت منذ إطلاقها سنة 2023 فضاءً للتفاعل بين الشباب وصناع القرار. وبمناسبة كأس إفريقيا، سيتم توسيع المشاركة داخل المنصة، مع تشجيع الفئات العمرية ما بين 14 و25 سنة على النقاش حول البطولة، وحقوق الطفل، ومحاربة العنف المدرسي والرياضي. كما سيستفيد المشاركون من منصة ULearn للتعلم الذاتي، بما توفره من محتويات تربوية حول القيم الرياضية، والاحترام، والاندماج الاجتماعي. وتدعم هذه الدينامية الرقمية حلقات النقاش المفتوحة في برنامج “يلا نتحاور”، سواء داخل دور الشباب أو عبر الإنترنت.
ولم تغفل العملية البعد التحسيسي المباشر، إذ سيتم تمرير رسائل تربوية خلال مباريات “الكان” داخل دور الشباب وفي فضاءات متابعة اللقاءات. وتهدف هذه الرسائل إلى التأكيد على حقوق الطفل، وترسيخ مفهوم الرياضة باعتبارها وسيلة للتآزر والإنصاف، وبعيدة عن مظاهر التعصب أو الإقصاء. وتعتبر اليونيسف أن كرة القدم تمتلك قدرة استثنائية على خلق روابط إنسانية تتجاوز الاختلافات، وهو ما عبّرت عنه ممثلتها بالمغرب لورا بيل التي أكدت أن “كل طفل يستحق فرصة ليجد مساحته ويحلم بطريقته الخاصة”.
ويكشف هذا التعاون بين الوزارة واليونيسف عن رؤية استراتيجية تتعامل مع الرياضة كأداة للتربية المدنية، لاسيما في سياق استعدادات المغرب لكأس إفريقيا 2025، حيث تسعى المؤسسات المعنية إلى جعل الحدث القاري لحظة لتقوية الوعي الجماعي بقضايا الطفولة، وبناء جيل يعرف حقوقه ويمارسها داخل فضاءات آمنة ومحفزة. وتطمح الجهات المشرفة إلى أن تتحول هذه العملية إلى نموذج مستدام، يعزز تواجد الأطفال والشباب في الفضاءات العمومية، ويمكّنهم من الانخراط في النقاشات المجتمعية الكبرى