وقد أشار تقرير رسمي نشره الموقع الإخباري “الما ديالنا” التابع لوزارة التجهيز والماء، إلى أن الفترة الممتدة منذ 12 دجنبر 2025 شهدت تركيزًا كبيرًا للواردات، حيث وصلت الكميات المسجلة خلال هذه الفترة وحدها إلى 1348 مليون متر مكعب، أي ما يمثل حوالي 76% من إجمالي الواردات منذ بداية الموسم. هذه البيانات تشير بوضوح إلى أن جزءًا كبيرًا من الموارد المائية يتدفق في مرحلة محددة من الموسم، ما يبرز أهمية استراتيجيات التخزين والتدبير الفعال لهذه الموارد لضمان توازن العرض والاستهلاك.
وبالنظر إلى المياه المصروفة نحو البحر، فقد بلغ إجمالي الكميات المفرغة 80.2 مليون متر مكعب منذ 12 دجنبر، وهو ما يعادل 5.9% فقط من مجموع الواردات، ما يؤكد محدودية الهدر مقارنة بالحجم الكبير للمياه المستقبلة. وتوزعت هذه الكميات على الأحواض المائية بشكل متفاوت، إذ تصدّر حوض سبو القائمة بمقدار 29.1 مليون متر مكعب، يليه حوض أم الربيع بـ26.5 مليون متر مكعب، ثم حوض اللوكوس 9.7 مليون متر مكعب، وحوض تانسيفت 7.5 مليون متر مكعب. أما الأحواض الأخرى فكانت أقل حجمًا، حيث سجل حوض سوس ماسة 3.5 مليون متر مكعب، وحوض أبي رقراق 3 ملايين متر مكعب، في حين لم تتجاوز كمية المياه المصروفة بحوض ملوية 0.9 مليون متر مكعب.
وتشير هذه المعطيات إلى أن غالبية المياه المستقبلة تم تخزينها أو استغلالها داخل السدود، وهو مؤشر إيجابي على قدرة المغرب على إدارة موارده المائية في ظل الموسم المطري الحالي. كما يعكس التركيز الكبير للواردات في فترة قصيرة أهمية التخطيط المسبق والاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تقلبات مناخية، إلى جانب ضرورة متابعة صيانة السدود وتعزيز قدرتها على الاستيعاب لضمان أمن مائي مستدام على مستوى الأحواض المائية المختلفة