صحتنا

المغرب يدعو لتعزيز الجهود العالمية للنهوض بالصحة الحيوانية خلال الجمعية العالمية لصحة الحيوان في باريس


دعا المغرب، يوم الأحد في باريس، إلى تعزيز العمل الجماعي للنهوض بالصحة الحيوانية على الصعيد العالمي، مؤكداً التزامه التاريخي والاستراتيجي في هذا المجال الحيوي. جاء ذلك خلال مشاركة وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، في الدورة العامة الثانية والتسعين للجمعية العالمية لمندوبي المنظمة العالمية لصحة الحيوان، المنعقدة من 25 إلى 29 ماي في دار الكيمياء بالعاصمة الفرنسية.



التزام المغرب التاريخي
أكد البواري التزام المملكة الراسخ بدعم مهام المنظمة، التي تعد من أعضائها المؤسسين منذ سنة 1924. وأعرب عن استعداد المغرب لمواصلة التعاون الكامل مع المنظمة والهيئات الدولية الأخرى لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، خاصة في مجالي الصحة الحيوانية والأمن الغذائي العالمي.

التحديات الصحية العالمية
أوضح الوزير أن الوضع الصحي الإقليمي والدولي للحيوانات يظل معرضاً لمخاطر مستمرة بسبب ظهور أو عودة أمراض حيوانية معدية عابرة للحدود، بعضها يهدد الصحة العامة، مما يتطلب اليقظة الدائمة والقدرة على رصد المخاطر الصحية الجديدة والتأهب لمواجهتها للحد من آثارها السلبية على الإنتاج الحيواني.

أهمية اللقاحات والتلقيح
في سياق الموضوع الرئيسي للدورة حول "اللقاحات والتلقيح"، شدد البواري على أهمية التلقيح كوسيلة فعالة للوقاية من الأمراض الحيوانية والسيطرة عليها. وبرز في هذا السياق نموذج المغرب، حيث مكنت حملات التلقيح المنظمة من احتواء عدد من الأمراض الحيوانية الكبرى.

ودعا الوزير إلى ضرورة استعمال لقاحات فعالة وذات جودة عالية، وتعزيز التنسيق الدولي لتجاوز الإكراهات المرتبطة بإنتاجها واستعمالها. كما شدد على أهمية الدعم التقني من طرف المنظمات الدولية، خاصة المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، خلال الأزمات الصحية الطارئة العابرة للحدود.

تعزيز الحوار والتعاون الدولي
شارك الوزير المغربي في اجتماع وزاري ضم ممثلي الدول الأعضاء، حيث تم تعزيز الحوار والتعاون بين المنظمة والسلطات الوزارية، والتأكيد على أهمية الالتزام السياسي بالنهوض بالصحة الحيوانية كعنصر أساسي لتحقيق الأمن الغذائي.

الدورة الثانية والتسعون: انطلاقة لقرن جديد
تكتسي الدورة الثانية والتسعون طابعاً خاصاً، إذ تشكل انطلاقة لقرن جديد من التزامات المنظمة، في سياق الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيسها. ومن المرتقب اعتماد عدد من القرارات الإدارية والتقنية لتحسين الصحة الحيوانية والرفق بالحيوان على الصعيد العالمي، وتعزيز حكامة المنظمة.

دور المنظمة العالمية لصحة الحيوان
تأسست المنظمة العالمية لصحة الحيوان، المعروفة سابقاً باسم "المكتب الدولي للأوبئة الحيوانية"، بموجب اتفاق دولي وقع في 25 يناير 1924. تضطلع المنظمة بدور محوري في تحسين الصحة الحيوانية على مستوى العالم، حيث تدير النظام العالمي للمعلومات حول الأمراض الحيوانية، وتضع المعايير الصحية المنظمة للتجارة الدولية بالحيوانات ومنتجاتها.

تضم المنظمة حالياً 183 دولة ومنطقة عضو، بما في ذلك المغرب، الذي كان من الدول المؤسسة للمنظمة في 1924. تتمتع المنظمة بعلاقات مستمرة مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، ولها مكاتب إقليمية وفروع في جميع القارات.

هذا الحدث العالمي يهدف إلى مناقشة التطورات والتحديات الراهنة المرتبطة بالوقاية من الأمراض الحيوانية ومواجهتها، ويجمع كبار الفاعلين في مجال الصحة الحيوانية، إلى جانب مندوبي الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 26 ماي 2025
في نفس الركن