آخر الأخبار

المغرب يخلّد الذكرى الـ70 لعيد الاستقلال… تجديد للعهد بين العرش والشعب وتعزيز للوحدة الترابية


أكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها أمس الأحد، أن الاحتفال بعيد الاستقلال يشكل لحظة وطنية راسخة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب وانصهارهما في ملحمة مشتركة للدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية. وترى المندوبية أن تخليد هذه الذكرى المجيدة يعكس استمرار ارتباط المغاربة بقيم الوطنية والمقاومة التي صنعت استقلال البلاد.



رمزية ذكرى الاستقلال
وأبرز البلاغ أن عيد الاستقلال، الذي يحتفي به المغاربة من 16 إلى 18 نونبر الجاري، يعد محطة خالدة في الذاكرة الوطنية لما يحمله من دلالات عميقة مرتبطة بثورة الملك والشعب، وما رافقها من تضحيات جسام ومعارك بطولية في مواجهة الاستعمار. كما يشكل هذا الحدث مناسبة لاستحضار التلاحم التاريخي بين الشعب المغربي والعرش العلوي المنيف في الدفاع عن الوحدة الترابية والسيادة الوطنية.

قرار أممي يعزز المقترح المغربي للحكم الذاتي
وجاء الاحتفال هذه السنة وسط أجواء من الاعتزاز الوطني، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار الأممي رقم 2797 بتاريخ 31 أكتوبر 2025، والذي يكرّس وجاهة المقترح المغربي للحكم الذاتي كحل عادل ودائم لقضية الصحراء المغربية ضمن السيادة الوطنية. واعتبرت المندوبية أن هذا القرار يشكل منعطفاً تاريخياً يعزز الموقف المغربي ويؤكد مصداقية مساره الدبلوماسي.

استحضار ملحمة الكفاح الوطني
وسلط البلاغ الضوء على أهم المحطات المضيئة في تاريخ المقاومة المغربية، بدءاً من المعارك الوطنية التي واجه فيها المغاربة القوات الاستعمارية—مثل معارك الهري، أنوال، بوغافر، جبل بادو، وسيدي بوعثمان—وصولاً إلى الانتفاضات الشعبية في مختلف ربوع البلاد.

كما ذكرت المندوبية بالدور الريادي للحركة الوطنية في الثلاثينات، والتي قادت نضالاً سياسياً هدفه نشر الوعي الوطني والتعريف بالقضية المغربية في المحافل الدولية. ومن أبرز تلك المحطات وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944 ورحلة الوحدة التاريخية إلى طنجة سنة 1947.

المنفى والمقاومة… الطريق إلى الاستقلال
واستحضر البلاغ اللحظة المفصلية سنة 1953 حين أقدمت سلطات الحماية الفرنسية على نفي المغفور له الملك محمد الخامس ورفيقه في الكفاح ولي العهد آنذاك الحسن الثاني، مما أشعل فتيل المقاومة المسلحة وعمّق وحدة الشعب. وتوالت العمليات الفدائية البطولية بقيادة رموز مثل علال بن عبد الله ومحمد الزرقطوني، إلى أن تحققت العودة المظفرة للملك محمد الخامس سنة 1955 إيذاناً بانتهاء عهد الحماية وبداية بناء المغرب المستقل.

استكمال الوحدة الترابية
وأكد البلاغ أن معركة استكمال الوحدة الترابية تواصلت في عهد الملك الراحل الحسن الثاني من خلال استرجاع سيدي إفني سنة 1969، وأقاليم الصحراء المغربية بفضل المسيرة الخضراء سنة 1975، وصولاً إلى استرجاع إقليم وادي الذهب سنة 1979.

مواقف وطنية ثابتة بقيادة الملك محمد السادس
وأشادت المندوبية بالدور الدبلوماسي القيادي للملك محمد السادس في ترسيخ المقاربة المغربية لقضية الصحراء على المستوى الدولي، وتعزيز مسار الحكم الذاتي كحل واقعي وقابل للتطبيق. كما جددت التعبير عن تعبئة كل مكونات الشعب المغربي للدفاع عن الوحدة الترابية وتفعيل الجهوية المتقدمة.

فعاليات وندوات للاحتفاء بالذكرى
وبمناسبة الذكرى السبعين للاستقلال، تنظم المندوبية السامية مهرجاناً خطابياً وندوة فكرية يوم الثلاثاء بالفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة بالرباط، وستتخلل المناسبة تكريم ثلة من قدماء المقاومين وتوزيع إعانات مالية على عدد من أفراد هذه الأسرة المجاهدة.

كما سيتم تنظيم فعاليات ولقاءات وندوات تربوية وثقافية ورياضية في مختلف جهات المملكة عبر 106 من فضاءات الذاكرة التاريخية، بهدف ترسيخ القيم الوطنية في صفوف الناشئة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 17 نونبر 2025
في نفس الركن