وساهمت هذه الاستثمارات في إطلاق 55 مشروعاً للطاقة المتجددة في مختلف مناطق المغرب، موفرة أكثر من 12.2 ألف فرصة عمل مباشرة، وهو ما يعادل حوالي 15% من إجمالي الوظائف الجديدة التي أُحدثت في هذا القطاع على مستوى الدول العربية، ما يعكس دور المملكة ليس فقط كمركز إنتاج للطاقة، بل كمحفز للنمو الاقتصادي وتوليد فرص شغل مستدامة.
وحسب التقرير، يبرز المغرب كقوة إقليمية في مجال طاقة الرياح، حيث تشير التقديرات إلى إنتاجه نحو 9.2 تيراواط/ساعة من الرياح، ما يمثل حوالي 42% من إجمالي إنتاج هذا المصدر في الدول العربية مجتمعة، ويعكس المكانة الرائدة للمملكة في هذا القطاع الحيوي.
وعلى صعيد إنتاج الطاقة الكهربائية الإجمالي، يحتل المغرب المرتبة التاسعة عربياً في عام 2025، بإنتاج متوقع يصل إلى 43 تيراواط/ساعة، أي ما يعادل 2.9% من إجمالي الطاقة المنتجة في العالم العربي، بينما يظهر التقرير أن استهلاك الكهرباء في المملكة يُقدر بنحو 39.2 تيراواط/ساعة، مع توقعات بارتفاعه إلى 44.3 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، مما يسلط الضوء على نمو الطلب المحلي على الطاقة ويبرز الحاجة إلى تعزيز البنية التحتية لمواكبة التوسع الصناعي والسكني.
وتوضح البيانات أن المغرب يأتي في المرتبة الثانية عربياً بعد مصر، التي تتصدر القائمة بحصة 45.9% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة، مما يعكس المنافسة الإقليمية القوية بين الدول العربية في هذا المجال الحيوي، وأهمية تبني سياسات تحفيزية لجذب المستثمرين المحليين والدوليين على حد سواء.
ويؤكد هذا الزخم الاستثماري على التزام المغرب بالتحول نحو الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، مع تعزيز دوره كمركز إقليمي للطاقة المستدامة، واستغلال الإمكانيات الطبيعية الغنية للمملكة في مصادر الطاقة الشمسية والرياح. كما تعكس هذه الدينامية الاقتصادية التوجه الوطني نحو تطوير قطاع الطاقة كمحرك للنمو الاقتصادي المستدام، وتعزيز الأمن الطاقي، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب المغربي في مجالات التقنية والابتكار البيئي.
ويبرز التقرير أن المغرب نجح في خلق بيئة استثمارية جاذبة بفضل الاستقرار السياسي، وجودة البنية التحتية، والتشريعات الملائمة، والدعم الحكومي للمشاريع البيئية، مما يجعل المملكة شريكاً موثوقاً للمستثمرين الدوليين في مشاريع الطاقة المتجددة. كما يعكس هذا النجاح رؤية استراتيجية شاملة للمملكة لتوسيع الإنتاج الطاقي المستدام، بما يواكب التحولات العالمية ويعزز موقعها في خارطة الطاقة النظيفة على مستوى المنطقة والعالم