ويكتسي هذا النمو أهمية خاصة بالنظر إلى أن الأرقام المسجلة تعكس زيادة بنسبة 34% مقارنة بالموسم السابق، إضافة إلى كونها تفوق بثلاثة أضعاف حجم ما تم تصديره في موسم 2020/2021. كما أن قطاع الخيار المغربي حافظ على معدل نمو سنوي مركب بلغ 33% طوال أربعة مواسم متتالية، وهو ما يعكس استمرارية ديناميكية إيجابية تثبت تزايد حضور المملكة في هذا القطاع.
وتبرز هذه النتائج بشكل أوضح عند النظر إلى الحصة المتنامية لإسبانيا من إجمالي صادرات المغرب، إذ ارتفعت من 31% سنة 2021/2022 إلى 58% خلال الموسم الحالي. ويعود ذلك إلى ارتفاع الطلب الإسباني على الواردات الزراعية، رغم أن إسبانيا تعد من كبار منتجي الخيار عالميًا. غير أن الإنتاج المحلي ظل شبه ثابت في حدود 700 إلى 750 ألف طن، بينما ارتفعت صادراتها من الخيار بنسبة 16% لتبلغ 782 ألف طن، مما خلق فجوة في السوق يغطي المغرب جزءًا كبيرًا منها.
وتتميز الصادرات المغربية بجودة عالية وتوفر منتظم على مدار السنة، مع بلوغها الذروة في الفترة ما بين ديسمبر وفبراير، وهي مرحلة حساسة تتراجع فيها القدرة الإنتاجية في باقي دول أوروبا. ويُذكر أن شهر يناير 2025 وحده سجل رقمًا قياسيًا بتصدير 3,500 طن من الخيار، ليمثل المنتج المغربي أكثر من 90% من واردات إسبانيا خلال أشهر الذروة.
وعلى الرغم من دخول موردين أوروبيين آخرين على خط المنافسة مثل البرتغال وألمانيا وهولندا، فإن الكميات المغربية الموجهة لإسبانيا تبقى متفوقة بفارق واضح، وهو ما يمنح المملكة أفضلية استراتيجية ويعزز موقعها كفاعل رئيسي في ضمان استقرار السوق الإسبانية.
وبذلك، يتأكد أن الخيار المغربي لم يعد مجرد منتج فلاحي موجه للتصدير، بل أصبح عنصرًا أساسياً في معادلة التوازن الزراعي الأوروبي، حيث يشكل ركيزة مهمة في العلاقات التجارية بين الرباط ومدريد، ويمنح المغرب ورقة قوة إضافية على مستوى الشراكات الاقتصادية