ويعكس هذا الترتيب الدينامية المتصاعدة التي يشهدها قطاع المطاط ذي الاستخدامات التقنية في المغرب، الذي سجّل معدل نمو سنوي مستدام بلغ 10.4% منذ سنة 2013، في ظل استثمارات متواصلة وتقدم ملحوظ في القدرات الصناعية والإنتاجية. هذه الوتيرة التصاعدية تعكس إرادة وطنية لتعزيز الصناعات التحويلية وتحقيق قيمة مضافة عالية في مجالات تقنية متخصصة.
وقد سجّل الاستهلاك الوطني من المطاط الخلوي المفلكن خلال الفترة نفسها نحو 3.3 آلاف طن، وهو ما يمثل 6.4% من إجمالي الاستهلاك الإفريقي، بقيمة تناهز 5.6 ملايين دولار. ويؤشر هذا الرقم على اتساع السوق الداخلية وارتفاع الطلب على هذه المادة الصناعية في قطاعات متزايدة الاعتماد على التكنولوجيا.
وعلى المستوى الإفريقي، تصدرت نيجيريا المشهد بحجم استهلاك بلغ 21 ألف طن، بنسبة 41% من السوق، تلتها جنوب إفريقيا بـ6.3 آلاف طن، ثم المغرب في المرتبة الثالثة. وقدّر التقرير حجم السوق الإفريقية لهذه المادة بنحو 529 مليون دولار خلال 2024، مع توقعات بنمو سنوي مستمر يبلغ 2.2%، ليتجاوز 672 مليون دولار بحلول عام 2035.
ورغم أن المغرب لا يُعد من أبرز الدول المستوردة للمطاط المفلكن، إلا أنه سجل أداءً تصديريًا لافتًا، جعله يحتل المرتبة الثانية قاريا خلف جنوب إفريقيا، بإجمالي صادرات بلغ 13 طناً خلال نفس السنة. بينما جاءت مصر في صدارة الدول المستوردة بـ677 طناً، متبوعة بغانا والجزائر وليبيا.
ويعكس هذا التوازن بين الإنتاج والاستهلاك والتصدير الإمكانيات التي يملكها المغرب لتعزيز موقعه في الصناعات المتقدمة، مدعومًا بموقع جغرافي استراتيجي وشبكة من الاتفاقيات التجارية المتنوعة، ما يفتح أمامه آفاقاً واسعة للتموقع كفاعل محوري في الصناعات التقنية على المستوى القاري خلال السنوات المقبلة