في كلمته الافتتاحية، اعتبر عبد الرحيم عنبي أن تأسيس المرصد ليس مجرد حدث تنظيمي، بل هو لحظة وعي جماعي بضرورة إدماج الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ضمن أجندات البحث العلمي والسياسات العمومية. وأكد أن المغرب في أمس الحاجة اليوم إلى أدوات بحثية مستقلة وذات مصداقية، تساهم في تفكيك تأثيرات الرقمنة على الحياة اليومية للمواطنين وعلى بنيات المجتمع، مشددًا على أهمية إعداد مؤشرات كمية ونوعية يمكن أن تكون مرجعًا لصناع القرار والباحثين.
من جانبه، شدد الكاتب العام كمال كحلي على أهمية تبني منهجية متكاملة ترتكز على ثلاثية مفاهيمية واضحة: الفهم، التمكين، والتحصين. وأوضح أن "الفهم" يرتبط بضرورة استيعاب ما يجري على مستوى السياسات الرقمية والذكاء الاصطناعي عبر تحليل معمق للتوجهات والتطبيقات، فيما يهم "التمكين" العمل على تأهيل الكفاءات المغربية، خاصة في صفوف الشباب والنساء، عبر التكوين والمواكبة. أما "التحصين"، فيُقصد به التربية الرقمية ومواجهة المخاطر الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بالرقمنة، مثل الإدمان الرقمي، والتنمر الإلكتروني، والتضليل المعلوماتي.
وتتمثل رؤية المرصد في جعل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية أداةً للعدالة الاجتماعية والمجالية، بدل أن تتحول إلى عامل إقصاء أو تهميش جديد. ولهذا، يلتزم المرصد ببلورة مشاريع علمية وميدانية تهم التربية الرقمية، وحماية المعطيات الشخصية، وترسيخ الحقوق الرقمية، مع الانفتاح على مؤسسات التعليم العالي والقطاعين العام والخاص، ومكونات المجتمع المدني