وتأتي هذه المشاركة ثمرة لبرنامج إعداد مكثف أعدّته وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتنسيق مع جمعية رياضيات المغرب (Maths Maroc)، في إطار رؤية استراتيجية تستهدف الاستثمار في الطاقات الشبابية وتهيئتها لخوض غمار المنافسات الدولية بثقة وكفاءة.
وقد خضع الفريق المشارك إلى تدريب علمي صارم، قُسّم على مرحلتين أساسيتين: الأولى امتدت من 7 إلى 11 ماي بجامعة الزهراوي الدولية بالرباط، وركّزت على تعميق المهارات التقنية والتحليلية، بينما خُصّصت المرحلة الثانية في يونيو لدعم الجانب النفسي والذهني تحضيراً للتحدي العالمي الذي ينتظرهم.
ويمثل المغرب في هذه الدورة ستة تلاميذ من بين الأفضل على الصعيد الوطني، وهم: ياسين كموح، محمد أمين حلحول، حمزة عشاق، ياسر المساعد، سامي موساوي، ومحمد وسيم اعبيدة، الذين برهنوا عن تفوقهم خلال مراحل انتقائية دقيقة، شملت اختبارات وطنية صارمة في مجالات التفكير المجرد والذكاء الرياضي. ويجسد هذا الفريق الشاب صورة جيل جديد من المتفوقين الذين يشكلون رأس المال البشري الحقيقي للمغرب في المستقبل.
وقد عبرت وزارة التربية الوطنية عن إشادتها بالدور المحوري الذي تلعبه جمعية رياضيات المغرب، التي تضم في صفوفها عدداً من الطلبة والأساتذة الباحثين المغاربة المنتشرين في كبريات الجامعات الدولية، من الولايات المتحدة وكندا إلى فرنسا وسويسرا. وتعتبر مساهمات هؤلاء المهنيين المغاربة مثالاً ناجحاً للشراكة بين الجالية العلمية في الخارج والمنظومة التربوية الوطنية، حيث يسهمون بفعالية في تأطير وتوجيه التلاميذ المشاركين وتزويدهم بالأدوات البيداغوجية والمعرفية الحديثة.
ولا تُعد هذه المشاركة مجرد منافسة علمية فحسب، بل تحمل في طياتها بعداً رمزياً وسيادياً، يعكس إيمان المغرب بخيار التميز كرافعة استراتيجية للتنمية. كما تؤكد على الإرادة السياسية والمؤسساتية لتعزيز صورة المغرب في المحافل العلمية، عبر الاستثمار في الأدمغة الناشئة وتثمين التفوق الفردي كجزء لا يتجزأ من المشروع التربوي الوطني.
ويراهن الفريق الوطني على تمثيل المملكة بشكل مشرّف في هذه الدورة، من خلال رفع العلم المغربي في واحدة من أرقى منصات التنافس العلمي بالعالم، وتأكيد مكانة المغرب كبلد يؤمن بقدرات شبابه، ويعمل على تأهيلهم ليكونوا في طليعة من يصنعون المستقبل المعرفي والابتكاري