فن وفكر

"الفرجة": فيلم وثائقي للمخرج إلياس تولود يعيد إحياء التراث المغربي الشعبي


في إطار مهرجان الرباط الوطني للسينما لعام 2025، لفت الفيلم الوثائقي "الفرجة" للمخرج إلياس تولود الأنظار، حيث قدم رؤية فنية عميقة تسلط الضوء على مفهوم "الفرجة" الشعبية وتجلياتها في الحياة اليومية للمجتمع المغربي. الفيلم يعكس بأسلوبه الواقعي والوثائقي أهمية هذا الفن التقليدي في تشكيل ذاكرة المجتمع وهويته الثقافية.



رحلة في فن الأداء الشعبي
يأخذنا المخرج إلياس تولود في رحلة بصرية عبر شخصيات حقيقية تستعرض معاني "الفرجة" وتجلياتها في الأماكن العامة. من خلال هذه الشخصيات، يبرز الفيلم كيف أن فن الأداء الشعبي كان ولا يزال وسيلة للتعبير عن هموم المجتمع وقضاياه. يستعرض الفيلم أيضًا كيف أن "الفرجة" ليست مجرد ترفيه، بل هي جزء أساسي من ذاكرة الإنسان المغربي، تعكس تطلعاته وآماله وحتى معاناته.

رسالة الفيلم
الفيلم يركز على أهمية الأداء في الفضاء العمومي، حيث يصبح الشارع مسرحًا مفتوحًا للجميع. يعتمد على "الفرجة الشعبية" كوسيلة للتواصل بين الأجيال وكأداة للحفاظ على التراث الثقافي. يبرز الفيلم كيف أن هذه العروض كانت دائمًا تعبيرًا صادقًا عن قضايا المجتمع، من البساطة اليومية إلى التحديات الكبرى التي يواجهها الناس.

إبداع المخرج إلياس تولود
يمتاز المخرج إلياس تولود بقدرته على المزج بين الوثائقي والفني، مما يجعل فيلمه "الفرجة" عملًا فنيًا يلامس قلوب المشاهدين. يقدم الفيلم تجربة بصرية فريدة، حيث يعكس من خلال عدسته نبض الشارع المغربي بكل تفاصيله، من الفرح إلى الألم، ومن الأمل إلى التحدي.

أهمية الفيلم في السياق الثقافي
"الفرجة" ليس مجرد فيلم وثائقي، بل هو دعوة لإعادة اكتشاف التراث الثقافي المغربي والحفاظ عليه. يسلط الضوء على أهمية الأداء الشعبي كوسيلة للتعبير والتواصل، ويذكرنا بأن الفن هو انعكاس صادق لروح المجتمع.

ويمثل فيلم "الفرجة" إضافة مميزة للسينما الوثائقية المغربية، حيث يجمع بين الفن والتراث في عمل واحد. إن رؤية إلياس تولود الإبداعية تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية من خلال استكشاف الفنون الشعبية، مما يجعل هذا الفيلم علامة فارقة في مسيرته الفنية وفي السينما المغربية بشكل عام.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 29 ماي 2025
في نفس الركن