صحتنا

الغطاء المثقل… الحقيقة وراء الترويج للنوم الأفضل


انتشرت في الآونة الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات التجارية ظاهرة الغطاء المثقل، الذي يُروَّج له بكونه وسيلة طبيعية لتحسين النوم، وتقليل التوتر، وحتى تخفيف بعض الآلام المزمنة. لكن بين هذه الوعود الجذابة والواقع العلمي، يبقى السؤال: هل الغطاء المثقل فعلاً مفيد أم مجرد موضة؟



ما هو الغطاء المثقل؟

الغطاء المثقل، المعروف أيضًا باسم “الغطاء المملوء بالوزن” أو “اللحاف الثقيل”، هو غطاء أثقل من الأغطية التقليدية لأنه يحتوي على مواد كثيفة مثل الرمل، أو حبيبات الزجاج الدقيقة، أو مواد أخرى تمنحه وزناً إضافياً. يُنصح عادة بأن يزن الغطاء حوالي 10٪ من وزن الجسم، فمثلاً شخص يزن 60 كجم يمكنه استخدام غطاء يزن حوالي 5 إلى 6 كجم.

هذا الغطاء يمنح شعورًا بالاحتواء والراحة، ويُفضَّل لدى من يحبون الإحساس بأنهم ملفوفون بشكل مريح أثناء النوم. ومع ذلك، لا يُوصف الغطاء المثقل غالبًا من قبل الأطباء، بسبب نقص الأدلة العلمية التي تثبت فعاليته كأداة علاجية حقيقية.

الفوائد المزعومة
تُروج الشركات المصنعة للغطاء المثقل بأنه يحقق فوائد عدة، أبرزها:

ممارسة “ضغط عميق” على الجسم؛

إرسال إشارات أمان إلى الدماغ، مشابهة لشعور العناق؛

زيادة إفراز هرمونات السعادة والنوم مثل السيروتونين، الأوكسيتوسين، والميلاتونين؛

خفض مستوى هرمون التوتر “الكورتيزول”؛

في النهاية، تحسين الاسترخاء الجسدي والنفسي والنوم.

إلا أن هذه الفوائد مبنية في الغالب على ادعاءات الشركات نفسها، ولا توجد دراسات كافية تثبت تأثيرها القوي في الحياة اليومية. بعض الأبحاث تشير إلى أن الغطاء المثقل قد يمنح شعورًا بالراحة والطمأنينة في حالات محددة، لكنه لا يُعد علاجًا معتمدًا من الأطباء.

الغطاء المثقل وسيلة واعدة للراحة وتحسين الشعور بالاسترخاء، لكنه يبقى أكثر أداة للرفاهية الشخصية من كونه علاجًا طبيًا مثبتًا. من يحبون تجربة هذه الأغطية يمكنهم الاستفادة من شعور الدفء والاحتواء الذي توفره، مع التذكير بأنها ليست بديلاً عن العلاجات الطبية أو النصائح المهنية لتحسين النوم والصحة النفسية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 23 دجنبر 2025
في نفس الركن