أسرتنا

العدد الأمثل للأطفال وصحة الأم النفسية: دراسة تكشف الأثر المثالي على الأسرة


تُعدّ الصحة النفسية للأم عاملاً محورياً في توازن الأسرة وجودة التربية، وقد أظهرت دراسة علمية حديثة من جامعة سوتشو الصينية أن للعدد الأمثل للأطفال دور كبير في الحفاظ على الصحة النفسية للأم. نشرت الدراسة في مجلة Journal of Affective Disorders، وكشفت أن وجود طفلين يعتبر العدد الأمثل للحفاظ على الصحة النفسية للأم، حيث أظهرت أن النساء اللواتي لديهن طفلان يكن أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب واضطرابات المزاج مقارنة بالنساء اللواتي لديهن طفل واحد أو أكثر من طفلين. وتربط الدراسة بين التوازن الأسري والصحة النفسية للأم من خلال عدة عوامل، أهمها إدارة المسؤوليات، إذ يوفر وجود طفلين مستوى من التوازن بين الاهتمام بالأطفال والقدرة على الاعتناء بالنفس، بخلاف وجود طفل واحد الذي قد يزيد شعور الأم بالضغط أو أكثر من طفلين الذي قد يزيد من التحديات اليومية.



 كما أن التفاعل الأسري يتحسن مع وجود طفلين، حيث يعزز الأطفال الإضافيون التواصل الاجتماعي داخل الأسرة، بينما قد تؤدي كثرتهم بشكل مفرط إلى شعور الأم بالإرهاق المستمر. إضافة إلى ذلك، يمنح وجود طفلين الأم فرصة لتقسيم الاهتمام والوقت بشكل أفضل، ما يقلل من التوتر ويعزز القدرة على التفاعل الإيجابي مع كل طفل على حدة. وتشير النتائج إلى أن التوازن في عدد الأطفال لا يؤثر فقط على الأم، بل يمتد أثره بشكل مباشر على الأسرة بأكملها، فالأم التي تتمتع بصحة نفسية جيدة أكثر قدرة على تقديم رعاية حانية ومستقرة لأطفالها، والأسرة المتوازنة تخلق بيئة منزلية هادئة ومستقرة تعزز من استقرار العلاقة بين الزوجين وتقلل من الضغوط اليومية، كما يوفر هذا التوازن للأطفال بيئة مناسبة لتطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية.

ولتحقيق هذا التوازن، ينصح الخبراء الآباء والأمهات بمراعاة الصحة النفسية للأم عند التخطيط للأسرة، وعدم الانخراط في ضغوط اجتماعية أو مقارنات حول عدد الأطفال، وتعزيز دعم الشريك والأسرة الممتدة لتقليل التوتر وإدارة مسؤوليات التربية بشكل أفضل، بالإضافة إلى الاهتمام بالوقت الشخصي للأم بما في ذلك الأنشطة الترفيهية والاسترخاء للحفاظ على التوازن النفسي. وفي المجمل، تقدم هذه الدراسة رؤية واضحة حول العلاقة بين عدد الأطفال وصحة الأم النفسية، مؤكدة أن وجود طفلين يمثل الخيار الأمثل لتحقيق التوازن الأسري، وتقليل مخاطر الاكتئاب والاضطرابات المزاجية، وبالتالي تحسين جودة التربية واستقرار الأسرة ككل.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأحد 9 نونبر 2025
في نفس الركن