صحتنا

الشد العضلي بعد التمرين: ما هو وكيف نتعامل معه؟


تعاني كثير من الأشخاص من الشعور بالألم والتصلب العضلي بعد ممارسة الرياضة أو النشاط البدني المكثف، وهو ما يُعرف بالشد العضلي أو العضلات المتألمة (Courbatures). يحدث هذا الألم نتيجة تمزق ميكروسكوبي في ألياف العضلات يؤدي إلى استجابة التهابية من الجسم، مما يجعل العضلات متيبسة ومؤلمة. غالبًا ما يظهر هذا الألم بعد تمارين تعتمد على تمدد العضلات أثناء الانقباض (العمل المطرد/Excentrique)، مثل الركض في المنحدرات أو رفع الأثقال، لكنه قد يحدث أيضًا أثناء الأنشطة اليومية مثل نقل الأثاث أو البستنة أو أعمال الإصلاح المنزلية.



من المهم تمييز الشد العضلي بعد التمرين عن الألم أثناء التمرين، الذي قد يشير إلى إصابة مباشرة مثل تمزق أو كدمة عضلية.

هل الشد العضلي طبيعي؟
بحسب الخبراء، فإن ظهور الشد العضلي بعد 24 إلى 48 ساعة من التمرين واستمراره من ثلاثة إلى خمسة أيام يُعد طبيعيًا تمامًا ويشكل جزءًا من عملية إصلاح العضلات وتقويتها. فالألم والتصلب يشكلان إشارة للجسم بعدم الإفراط في استخدام العضلة المتأثرة، ويجب الاستماع إليها لتجنب الإصابات. ومع ذلك، إذا صاحب الشد العضلي حمى أو إرهاق شديد أو استمراره لفترة طويلة، فيجب استشارة الطبيب، فقد يكون مرتبطًا بعدوى أو مشكلة صحية أخرى.

هل يجب الراحة التامة؟
الراحة تساعد على إصلاح العضلات التالفة، لكنها ليست الحل الوحيد. ينصح بالاعتماد على الاسترجاع النشط، أي ممارسة حركات خفيفة مثل المشي أو ركوب الدراجة، لأنها تساعد على تنشيط الدورة الدموية وتسريع الشفاء. بالمقابل، يجب تجنب الإطالة المفرطة للعضلات مباشرة بعد التمرين، ويفضل تأجيل تمارين الإطالة إلى اليوم التالي لتخفيف الألم بشكل طبيعي.

هل الشد العضلي ضروري للتقدم الرياضي؟
غالبًا ما يُعتقد أن الشعور بالشد العضلي دليل على فعالية التمرين، وهذا صحيح جزئيًا. فالشد العضلي يشير إلى أن العضلة تعرضت لتحفيز يسمح لها بالتكيف والنمو. لكن يجب أن لا تتجاوز شدة الألم مستوى 5/10 على مقياس الألم، لأن الألم الشديد قد يدل على إصابات عميقة قد تضر بالعضلات. أما إذا لم يشعر المبتدئ بالشد العضلي، فهذا قد يعني أنه لم يبذل مجهودًا كافيًا لتحفيز العضلات.

كيفية تخفيف الشد العضلي
لا يوجد علاج فوري للشد العضلي، لكنه يزول غالبًا خلال 3 إلى 5 أيام. يمكن تسريع التعافي بالطرق التالية:

الحرارة: الاستحمام بالماء الدافئ أو استخدام كمادات ساخنة لتنشيط الدورة الدموية.

البرودة: استخدام الثلج أو كمادات باردة لتخفيف الالتهاب.

التدليك: استخدام كريمات تحتوي على مستخلص الأرنيكا لتهدئة العضلات.

وينصح بتجنب مضادات الالتهاب والمسكنات لأنها قد تغطي على الالتهاب الطبيعي وتعيق عملية الشفاء.

نصائح للوقاية والتعافي السريع
ممارسة الرياضة تدريجيًا، ويفضل تحت إشراف مدرب.

الحفاظ على النشاط البدني المنتظم.

القيام بتمارين الإحماء قبل أي نشاط بدني، حتى لو كان بسيطًا كالبستنة.

النوم الكافي لتعزيز التعافي العضلي.

تناول بروتين كافٍ لدعم إصلاح العضلات.

شرب كمية كافية من الماء قبل وأثناء وبعد التمرين.

باختصار، الشد العضلي جزء طبيعي من نمو العضلات، ويمكن التعايش معه وتخفيفه باتباع استراتيجيات الراحة النشطة، الحركة اليومية، والإجراءات الوقائية الصحيحة. الاستماع إلى الجسم هو المفتاح لتجنب الإصابات وتحقيق تقدم صحي وآمن.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 11 نونبر 2025
في نفس الركن