اندلعت الحرب بعد تصاعد الخلاف بين قيادة الجيش، برئاسة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، لاسيما بشأن مسألة دمج القوات وترتيبات المرحلة الانتقالية. وبدلاً من التوصل إلى حلول عبر التفاوض، تحولت العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى إلى ساحات قتال مفتوح.
في الوقت الذي بسط فيه الجيش السوداني سيطرته على أغلب مناطق مدينة أم درمان، باستثناء بعض الأجزاء في الجنوب والغرب، تعرضت إحدى القرى الواقعة جنوب المدينة لهجوم شنّته قوات الدعم السريع.
ووفقاً لما نقلته مصادر إعلامية يوم الأحد، فإن الهجوم على قرية إيد الحد أسفر عن مقتل 106 مدنيين، بعد أن استأنفت قوات الدعم السريع هجماتها على قرى الجموعية جنوب أم درمان.
ومنذ أسابيع، ومع تسارع التطورات الميدانية، بدأت مناطق سيطرة قوات الدعم السريع تتقلص تدريجياً لصالح الجيش السوداني، الذي تمكّن من فرض سيطرته على مدينتي الخرطوم وبحري، ومعظم مناطق أم درمان، إضافة إلى القصر الرئاسي والمقار الوزارية والمطار، وعدد من المواقع العسكرية والأمنية، وذلك لأول مرة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
أما في باقي ولايات السودان البالغ عددها 17، فقد انحصرت سيطرة قوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بشمال وغرب كردفان وجيوب محدودة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، فضلاً عن أجزاء من أربع ولايات في إقليم دارفور. كما نجح الجيش السوداني في استعادة مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لتكون بذلك خامس ولاية بالإقليم تقع تحت سيطرته.
وقد أسفرت هذه الحرب، حسب تقديرات الأمم المتحدة، عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص، وتشريد نحو 15 مليون نازح ولاجئ داخل السودان وخارجه.
في المقابل، يعاني الأسرى السودانيون، سواء من المدنيين أو العسكريين، من أوضاع مأساوية داخل مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الدعم السريع، في ظل تقارير تتحدث عن حالات اختفاء قسري ووفاة بسبب ظروف الاحتجاز غير الإنسانية.
وقد تداول نشطاء وجنود في الجيش السوداني مقاطع فيديو تُظهر عددا من الأسرى المحررين في حالة صحية ونفسية متدهورة، مما يعكس سوء المعاملة التي تعرضوا لها خلال فترة احتجازهم