اقتصاديات

السكك الحديدية بالمغرب: نحو سيادة لوجستية وتعزيز البنية التحتية الوطنية


يشهد القطاع السككي المغربي مرحلة متقدمة من التطوير والتوسع الاستراتيجي، في إطار سعي المملكة نحو تعزيز السيادة اللوجستية وتقوية البنية التحتية المحلية. وتعتبر السكك الحديدية أحد الأعمدة الأساسية للتنمية الاقتصادية، لما توفره من وسائل نقل فعّالة ومستدامة تربط بين المدن والموانئ والمناطق الصناعية.



وتعكس هذه التحركات إدراك المغرب لأهمية الاعتماد على البنية التحتية الوطنية في تحقيق سيادته الاقتصادية واللوجستية، حيث يسعى إلى الحد من الاعتماد على الاستيراد والخدمات الخارجية في هذا القطاع الحيوي. وتشمل خطط التوسع السككي تطوير شبكات القطار عالية السرعة، توسيع خطوط الشحن، وتحسين الخدمات اللوجستية للموانئ والمناطق الصناعية.

كما يتميز المشروع السككي المغربي بكونه أداة استراتيجية لتعزيز الترابط بين الجهات وتحفيز التنمية الاقتصادية المحلية، إذ يتيح خلق فرص عمل، تشجيع الاستثمار، وتحسين الوصول إلى الأسواق الداخلية والخارجية. ويعكس ذلك رؤية المملكة نحو اقتصاد مستدام قائم على البنية التحتية القوية والتكنولوجيا الحديثة.

ومن جهة أخرى، تسعى المملكة عبر تطوير القدرات المحلية إلى تدريب وتأهيل الموارد البشرية الوطنية المتخصصة في قطاع السكك الحديدية، مما يعزز الاعتماد على الكفاءات المغربية في إدارة وتشغيل وصيانة هذه الشبكات. ويعتبر هذا النهج خطوة مهمة نحو تحقيق سيادة لوجستية كاملة، وتحويل القطاع السككي إلى رافعة أساسية للنمو الاقتصادي الوطني.

وفي الختام، يظهر القطاع السككي بالمغرب اليوم كعنصر حيوي في تعزيز السيادة الوطنية والاستقلال الاقتصادي، من خلال تطوير بنية تحتية متقدمة، تسهيل حركة البضائع والمسافرين، وتحفيز النمو الاقتصادي المستدام. ويؤكد هذا التوجه أن السكك الحديدية ليست مجرد وسيلة نقل، بل استراتيجية وطنية لتعزيز السيادة اللوجستية للمملكة في ظل التحولات الاقتصادية الإقليمية والدولية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 11 دجنبر 2025
في نفس الركن