وفي ندوة صحفية عقدت بالرباط، قدمت اللجنة المنظمة تفاصيل أوفى عن هذه التظاهرة، التي تحتضنها المملكة لأول مرة في صيغتها العالمية، حيث سيحضر أكثر من 140 مشاركًا من 26 دولة، من ضمنهم أفضل 10 متسابقين عالميين، بالتساوي بين الذكور والإناث. هذا التنوع يعكس البعد الدولي للحدث ويؤكد قدرة المغرب على جذب البطولات الكبرى، خاصة في ظل بنية تحتية متطورة ودينامية تنظيمية أصبحت محل إشادة من الهيئات الرياضية الدولية.
ويأتي تنظيم هذه البطولة العالمية امتدادًا لتجربة السعيدية الناجحة خلال كأس إفريقيا للترياثلون سنة 2024، حيث راكمت المدينة، بفضل موقعها الجغرافي ومرافقها الرياضية والسياحية، تجربة مهمة في احتضان الفعاليات القارية. هذه المرة، ترقى المدينة إلى مصاف المدن العالمية المنظمة، لتدخل التاريخ كأول مدينة إفريقية تستقبل إحدى مراحل كأس العالم للترياثلون، وهو ما وصفه رئيس الجامعة الملكية المغربية للترياثلون، مجيد أمهروق، بأنه حدث من "المستوى العالي" بكل المقاييس.
ويشارك المغرب بثلاثة متسابقين متمرسين في هذه البطولة هم جواد عبد المولى وبدر سيوان ومروان عباسي، الذين سيخوضون غمار المنافسة من أجل كسب نقاط تصنيف مهمة تؤهلهم للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس سنة 2028. هذه المشاركة تندرج في إطار رؤية استراتيجية لتأهيل الأبطال المغاربة وتمكينهم من الاحتكاك بالمستوى العالمي، ما يعكس توجهًا وطنيًا نحو التكوين العالي المستوى والانفتاح على التنافس الدولي.
ولا تقتصر التظاهرة على المتسابقين المحترفين فقط، إذ تتضمن فعاليات موازية موجهة للهواة والصغار، في مقدمتها المرحلة الأولى من البطولة الوطنية للهواة والأكواتلون لفئة الناشئين. هذه المبادرات تتيح لهواة الرياضة عيش تجربة احترافية، وتعزز ثقافة الممارسة الرياضية بين الشباب، في انسجام تام مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للرياضة التي تراهن على التكوين والتأطير والانخراط المجتمعي.
وقد تم إعداد مسار الترياثلون بطريقة مدروسة، بحيث يقدم للمشاركين والجمهور على السواء عرضًا رياضيًا متكاملاً، يتضمن سباق سباحة لمسافة كيلومتر ونصف، يليه سباق للدراجات بطول 40 كيلومترا، ثم جري لمسافة عشرة كيلومترات. هذا التحدي الرياضي الثلاثي يتطلب إعدادًا بدنيًا وذهنيًا عاليًا، مما يجعل من هذه المنافسة منصة لاختبار الجاهزية وتحديد ملامح المتأهلين نحو المحطات العالمية الكبرى