بقلم: سعيد تمسماني
في عالم يتغير بسرعة ضوئية تحت وطأة التحول الرقمي، لم تعد السياسة بمنأى عن هذا الزخم التكنولوجي. فكما غيّرت الرقمنة شكل الاقتصاد، والإعلام، والتعليم، فإنها باتت اليوم تعيد رسم العلاقة بين الأحزاب والمواطنين. وإذا كان المواطن قد دخل العصر الرقمي بكامل وعيه وهمومه، فإن السؤال المطروح بحدة هو: هل دخلت أحزابنا هذا العصر فعلاً، أم ما زالت تتعامل مع التكنولوجيا كزينة انتخابية موسمية؟
لقد أظهرت تجارب سياسية في العالم، بل وحتى في محيطنا الإقليمي، أن من لا يتقن أدوات العصر، يفقد القدرة على التأثير والتواصل والتموقع. ولعل حزب الاستقلال، كقوة تاريخية وطنية ذات امتداد اجتماعي وثقافي كبير، مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تطوير استراتيجية رقمية شاملة تعيد ربط الحزب بجمهوره، خصوصًا فئة الشباب التي هجرت السياسة التقليدية بحثًا عن منصات أكثر تفاعلاً وواقعية.
إن ما يُقترح اليوم ليس مجرد تحديث تقني، بل إعادة بناء العلاقة مع المواطن عبر أدوات العصر. ويتطلب ذلك مقاربة من ستة محاور متكاملة، يمكن أن تكون نموذجًا عامًا لكل الأحزاب المغربية الجادة:
1. الحضور الرقمي ليس ترفًا
المنصات الرقمية هي اليوم الواجهة الأولى لأي حزب سياسي. غياب الحزب عنها أو حضوره الباهت يعني ببساطة خسارة مساحة التأثير. إنشاء صفحات رسمية مهنية، وموقع إلكتروني تفاعلي، ومحتوى موحّد يحمل لغة الحزب وروحه، لم يعد خيارًا بل ضرورة وجودية.
2. المحتوى هو الملك… والقصة هي الجسر
السياسة ليست فقط أرقاماً وبرامج، بل قصصًا حقيقية تربط الناخب بالمشروع. إنتاج محتوى مرئي جذاب، سرد قصص نجاح حقيقية، وتقديم الأفكار بلغة بصرية مبسطة، هو ما يجعل السياسة تُفهم وتُلامس الوجدان.
3. الإعلان الرقمي… حين تكون الرسالة ذكية وموجّهة
الاستهداف الذكي للشرائح الاجتماعية عبر الإعلانات الرقمية يتيح للأحزاب توجيه الرسائل بدقة، خصوصًا لفئات تعتبرها الحملات التقليدية غير مرئية. وهنا لا يتعلق الأمر فقط بالوصول، بل بفهم سلوك الناخب وتوقع ردود فعله.
4. من المؤثر إلى المواطن الفاعل
التحالف مع المؤثرين الرقميين، ليس بيعًا للقضية السياسية بل توسيع لدائرتها. إشراك هؤلاء في نشر الرسائل السياسية يتيح وصولًا أوسع وأقل تكلفية. كما أن التفاعل مع المجتمع المدني الرقمي يعيد ربط الحزب بنبض المجتمع الحقيقي.
5. الكفاءة الرقمية رأس المال الجديد
لا يمكن لأي حزب أن ينجح في معركته الرقمية دون الاستثمار في كفاءاته. تكوين كوادر حزبية في إنتاج المحتوى، إدارة المنصات، وتحليل البيانات، لم يعد خيارًا بل ركيزة أساسية. ويستحسن أن تنشئ الأحزاب “خلايا رقمية” تتولى رسم وتنفيذ وتقييم الإستراتيجية.
6. ضد الشائعة… بالشفافية والتفاعل
في زمن الأخبار الزائفة، لا تكفي الردود الغاضبة ولا البيانات الرسمية. المطلوب هو جهاز استباقي يرصد، ويحلل، ويواجه بالمعلومة الموثوقة، وبسرعة مهنية تقطع الطريق أمام التشويه.
فرصة استراتيجية لا تعوّض
الربح من هذه التحولات الرقمية يتجاوز الانتخابات. إنه ربح في الثقة، والشرعية الشعبية، والتجديد الداخلي. فمن خلال الحضور الرقمي، يعيد الحزب اكتشاف جمهوره، ويمنحه أدوات للمشاركة، ويجعل السياسة فعلاً تواصليًا حيًا لا خطبًا محفوظة.
إن الرقمنة السياسية ليست رفاهًا فكريًا ولا إكسسوارًا انتخابيًا. إنها أداة لإعادة تأسيس العلاقة بين الفعل الحزبي والمجتمع. وكل حزب، أيًا كان موقعه، مدعو إلى خوض هذا الورش بجرأة واستباق، وإلا سيتحول إلى صوت في الخلفية، لا يسمعه أحد.
المشهد الرقمي اليوم هو ساحة السياسة الحقيقية. من لا يدخلها بخطة واضحة، وكوادر متمكنة، ورسائل ذكية، سيجد نفسه، مهما كانت شرعيته التاريخية، خارج الزمن السياسي الجديد.
هل نحن مستعدون جميعًا، كأحزاب وطنية، لهذه القفزة؟
الوقت ليس في صالح المترددين
لقد أظهرت تجارب سياسية في العالم، بل وحتى في محيطنا الإقليمي، أن من لا يتقن أدوات العصر، يفقد القدرة على التأثير والتواصل والتموقع. ولعل حزب الاستقلال، كقوة تاريخية وطنية ذات امتداد اجتماعي وثقافي كبير، مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى تطوير استراتيجية رقمية شاملة تعيد ربط الحزب بجمهوره، خصوصًا فئة الشباب التي هجرت السياسة التقليدية بحثًا عن منصات أكثر تفاعلاً وواقعية.
إن ما يُقترح اليوم ليس مجرد تحديث تقني، بل إعادة بناء العلاقة مع المواطن عبر أدوات العصر. ويتطلب ذلك مقاربة من ستة محاور متكاملة، يمكن أن تكون نموذجًا عامًا لكل الأحزاب المغربية الجادة:
1. الحضور الرقمي ليس ترفًا
المنصات الرقمية هي اليوم الواجهة الأولى لأي حزب سياسي. غياب الحزب عنها أو حضوره الباهت يعني ببساطة خسارة مساحة التأثير. إنشاء صفحات رسمية مهنية، وموقع إلكتروني تفاعلي، ومحتوى موحّد يحمل لغة الحزب وروحه، لم يعد خيارًا بل ضرورة وجودية.
2. المحتوى هو الملك… والقصة هي الجسر
السياسة ليست فقط أرقاماً وبرامج، بل قصصًا حقيقية تربط الناخب بالمشروع. إنتاج محتوى مرئي جذاب، سرد قصص نجاح حقيقية، وتقديم الأفكار بلغة بصرية مبسطة، هو ما يجعل السياسة تُفهم وتُلامس الوجدان.
3. الإعلان الرقمي… حين تكون الرسالة ذكية وموجّهة
الاستهداف الذكي للشرائح الاجتماعية عبر الإعلانات الرقمية يتيح للأحزاب توجيه الرسائل بدقة، خصوصًا لفئات تعتبرها الحملات التقليدية غير مرئية. وهنا لا يتعلق الأمر فقط بالوصول، بل بفهم سلوك الناخب وتوقع ردود فعله.
4. من المؤثر إلى المواطن الفاعل
التحالف مع المؤثرين الرقميين، ليس بيعًا للقضية السياسية بل توسيع لدائرتها. إشراك هؤلاء في نشر الرسائل السياسية يتيح وصولًا أوسع وأقل تكلفية. كما أن التفاعل مع المجتمع المدني الرقمي يعيد ربط الحزب بنبض المجتمع الحقيقي.
5. الكفاءة الرقمية رأس المال الجديد
لا يمكن لأي حزب أن ينجح في معركته الرقمية دون الاستثمار في كفاءاته. تكوين كوادر حزبية في إنتاج المحتوى، إدارة المنصات، وتحليل البيانات، لم يعد خيارًا بل ركيزة أساسية. ويستحسن أن تنشئ الأحزاب “خلايا رقمية” تتولى رسم وتنفيذ وتقييم الإستراتيجية.
6. ضد الشائعة… بالشفافية والتفاعل
في زمن الأخبار الزائفة، لا تكفي الردود الغاضبة ولا البيانات الرسمية. المطلوب هو جهاز استباقي يرصد، ويحلل، ويواجه بالمعلومة الموثوقة، وبسرعة مهنية تقطع الطريق أمام التشويه.
فرصة استراتيجية لا تعوّض
الربح من هذه التحولات الرقمية يتجاوز الانتخابات. إنه ربح في الثقة، والشرعية الشعبية، والتجديد الداخلي. فمن خلال الحضور الرقمي، يعيد الحزب اكتشاف جمهوره، ويمنحه أدوات للمشاركة، ويجعل السياسة فعلاً تواصليًا حيًا لا خطبًا محفوظة.
إن الرقمنة السياسية ليست رفاهًا فكريًا ولا إكسسوارًا انتخابيًا. إنها أداة لإعادة تأسيس العلاقة بين الفعل الحزبي والمجتمع. وكل حزب، أيًا كان موقعه، مدعو إلى خوض هذا الورش بجرأة واستباق، وإلا سيتحول إلى صوت في الخلفية، لا يسمعه أحد.
المشهد الرقمي اليوم هو ساحة السياسة الحقيقية. من لا يدخلها بخطة واضحة، وكوادر متمكنة، ورسائل ذكية، سيجد نفسه، مهما كانت شرعيته التاريخية، خارج الزمن السياسي الجديد.
هل نحن مستعدون جميعًا، كأحزاب وطنية، لهذه القفزة؟
الوقت ليس في صالح المترددين