صحتنا

الرغبات الغذائية أثناء الحمل: خرافة أم دليل على جنس الجنين؟


خلال فترة الحمل، تعد الرغبات الغذائية المفاجئة أو الغريبة أمرًا شائعًا. كثيرًا ما نسمع مقولة شائعة تقول: "إذا رغبتِ في الحلويات، ستكون المولودة فتاة؛ وإذا رغبتِ في المملحات، سيكون المولود ولدًا". تنتشر هذه الفكرة بين العائلات وعلى منصات التواصل الاجتماعي مثل تيك توك، فتثير الفضول وتدفع بعض الحوامل إلى التساؤل عما إذا كانت هذه الرغبات تكشف شيئًا عن جنس الجنين.



ومن الناحية العلمية، لا يوجد دليل ثابت يربط بين الرغبات الغذائية وجنس الجنين. فالميل نحو الحلويات أو المأكولات المالحة يتأثر بعوامل هرمونية وفسيولوجية ونفسية لدى المرأة الحامل. التغيرات في مستويات هرمونات مثل البروجيستيرون والإستروجين تؤثر على حاسة التذوق والشم، وقد تغير من قدرة الجسم على تحمل بعض الأطعمة. لذلك، رغبة الأم المفاجئة في تناول الشوكولاتة أو الفواكه أو الوجبات المالحة تعكس احتياجات جسدية أو تغيرات في الحمل أكثر من كونها مؤشرًا على جنس الطفل.

كما يشير الباحثون إلى أن هذه الرغبات قد تكون انعكاسًا للحاجة الغذائية الخاصة. فعلى سبيل المثال، قد تميل الأم لتناول أطعمة غنية بالحديد أو الكالسيوم لتعويض نقص العناصر الأساسية في الجسم لدعم نمو الجنين. وقد تكون الرغبة في السكر أو الملح مرتبطة بتغيرات في التمثيل الغذائي أو مستويات السكر في الدم.

باختصار، هذه الرغبات جزء من تجربة الحمل الفريدة، لكنها ليست وسيلة دقيقة للتنبؤ بجنس الجنين. من المهم الاستمتاع بهذه الرغبات مع الحرص على اتباع نظام غذائي متوازن يدعم صحة الأم والجنين على حد سواء.

لذلك، تظل فكرة "الحلويات تعني فتاة، والمالح يعني ولد" مجرد خرافة شائعة وليست علمًا مثبتًا. أما الطريقة الموثوقة لمعرفة جنس الجنين فهي عبر الفحوصات الطبية مثل الأشعة فوق الصوتية.

وفي الوقت نفسه، لا مانع من الاستمتاع بقطعة شوكولاتة أو شريحة جبن بين الحين والآخر، فهذه الرغبات جزء من تجربة الحمل وجمالها الخاص.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 2 دجنبر 2025
في نفس الركن