وذكرت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أن عملية الانسحاب ستُستكمل خلال أربعٍ وعشرين ساعة، وتشمل مناطق محددة داخل القطاع، على أن تعود القوات الإسرائيلية إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، أي المنطقة القريبة من الحدود الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة. وتُعتبر هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على بداية تطبيق البنود الأولى من الاتفاق، الذي يهدف إلى تقليص الوجود العسكري الإسرائيلي داخل المدن والمخيمات المكتظة بالسكان.
وبحسب نفس المصدر، فإن الانسحاب سيشمل مدينتي رفح وخان يونس في جنوب القطاع، إضافة إلى مناطق في شمال غزة، حيث يُنتظر أن تُعيد القوات الإسرائيلية تموضعها بمحاذاة الحدود الشرقية للقطاع. وتشير المعطيات إلى أن العملية تُدار وفق خطة ميدانية دقيقة تهدف إلى تفادي أي فراغ أمني مفاجئ، خاصة بعد شهور طويلة من العمليات العسكرية التي خلفت دماراً واسعاً وسقوط عدد كبير من الضحايا.
كما أفادت القناة بأن ثلاث فرق عسكرية إسرائيلية كانت تعمل داخل مدينة غزة ضمن ما يُعرف بعملية "عربات جدعون 2" تستعد للانسحاب خلال الساعات المقبلة، لتتمركز في مواقع جديدة أُعدت مسبقاً ضمن خطة إعادة الانتشار. وتؤكد هذه التطورات أن إسرائيل تسعى إلى إعادة هيكلة وجودها العسكري في القطاع بما ينسجم مع الاتفاق السياسي الجاري تنفيذه على مراحل.
ووفقاً للتفاصيل المسربة من الاتفاق، ستبقى إسرائيل مسيطرة ميدانياً على نحو 53 في المئة من مساحة قطاع غزة خلال المرحلة الأولى، على أن يتم تنفيذ بقية البنود تدريجياً مع تقدم مفاوضات التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار. وتشمل هذه البنود ترتيبات أمنية مشتركة وضمانات دولية لعدم تجدد العمليات العسكرية، إضافة إلى بحث ملفات إنسانية تتعلق بإعادة الإعمار وعودة النازحين.
في السياق ذاته، صادقت الحكومة الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح الجمعة على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع الفصائل الفلسطينية، ما يعني دخول الهدنة حيز التنفيذ بشكل فوري. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن وقف إطلاق النار بدأ رسمياً فور إعلان المصادقة الحكومية، ليطوي بذلك فصلاً من أكثر جولات الحرب دموية في غزة، وسط ترقب دولي لما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات سياسية وميدانية في ظل محاولات الأطراف تثبيت الهدنة الهشة وتجنب العودة إلى مربع التصعيد.