أسرتنا

الجدات والأجداد: كنوز الحكمة وخزانات الخبرة للأطفال


يلعب الجدّات والأجداد دورًا فريدًا ومهمًا في حياة الأطفال، فهم يمثلون جسورًا بين الماضي والحاضر، ويحملون خبرة وتجارب حياة تمتد عبر عقود من الزمن. هذه الخبرة ليست مجرد قصص وحكايات، بل دروس حياتية قيمتها لا تُقدّر بثمن، تساعد الأطفال على فهم العالم وتشكيل شخصياتهم بطريقة متوازنة.



نقل الخبرة عبر الحكايات والتجارب

الجدّات والأجداد غالبًا ما يملكون ثروة من القصص والتجارب التي تعكس تحدياتهم وانتصاراتهم في الحياة. من خلال سرد هذه القصص، يتعلم الأطفال عن الصبر، والمثابرة، والتعامل مع الصعاب. كما تساعدهم على فهم أن الحياة مليئة بالتجارب التي يجب التعلم منها، وليس الخوف من الفشل.

بجانب الخبرة، ينقل الجدّات والأجداد للأطفال القيم والأخلاق، مثل الاحترام، والصدق، والتعاون. في عالم سريع التغير، تُعد هذه القيم بمثابة مرشد داخلي للأطفال، يساعدهم على اتخاذ قرارات صائبة والتصرف بمسؤولية تجاه الآخرين. كثير من الأطفال يجدون في نصائح الجدّات والأجداد دعمًا وأمانًا لا يقدر بثمن.

الجدّات والأجداد يمثلون حلقة الوصل بين الماضي والحاضر، ويُشعرون الأطفال بالانتماء لجذورهم وثقافتهم. من خلال التقاليد والعادات العائلية، يتعرف الأطفال على تاريخ أسرهم، ويشعرون بالفخر بانتمائهم. هذا الارتباط يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم هوية متينة وسط عالم سريع التغير.

إلى جانب الحكمة والخبرة، يوفر الجدّات والأجداد دعمًا عاطفيًا مهمًا للأطفال. حضورهم يمنح الأطفال شعورًا بالطمأنينة والأمان، ويشكل شبكة دعم اجتماعي يمكنهم اللجوء إليها عند مواجهة صعوبات الحياة. هذا الدعم يساهم في بناء شخصية متوازنة ومستقرة عاطفيًا.

الجدّات والأجداد هم أكثر من مجرد أفراد في الأسرة؛ هم خزانات الحكمة، ونقلو الخبرة، ومرشدون للأطفال في رحلتهم نحو النضج. من خلال قصصهم، قيمهم، ودعمهم العاطفي، يساهمون في تنشئة جيل واعٍ، متفهم، ومترابط مع جذوره وثقافته. إن الحفاظ على هذا الرابط بين الأجيال يمثل استثمارًا لا يُقدر بثمن في مستقبل الأطفال والمجتمع ككل.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 24 نونبر 2025
في نفس الركن