أسرتنا

الجانب السلبي للإشعارات الرقمية وتأثيرها على الصحة النفسية


شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا هائلًا في استخدام الأجهزة الرقمية والتطبيقات الذكية، والتي تعتمد بشكل كبير على الإشعارات الإلكترونية لتنبيه المستخدمين بالرسائل والمكالمات والأحداث اليومية. وُجدت هذه الإشعارات في الأصل لتسهيل التواصل وإدارة الوقت، إلا أن الانتشار الواسع وغير المنضبط لها أدى إلى تأثيرات سلبية على الصحة النفسية والأداء المعرفي.



تشير الدراسات إلى أن الفرد العادي يتلقى ما يزيد عن 200 إشعار يوميًا، معظمها بلا أهمية أو ضرورة عاجلة، مما يخلق حالة من التشتت الذهني المستمر. هذه الزيادة في التحفيز الرقمي ترتبط بمستويات أعلى من التوتر، القلق، والإرهاق النفسي، بالإضافة إلى انخفاض القدرة على التركيز وإتمام المهام بشكل فعال.

ويعزى هذا التأثير جزئيًا إلى ما يعرف بـ «الاستجابة المتقطعة» (Intermittent Attention Response)، حيث يؤدي كل إشعار جديد إلى مقاطعة سير العمل الذهني، وإعادة توجيه الانتباه، ما يزيد من الضغط النفسي ويعطل الانسياب المعرفي الضروري لإنجاز المهام بكفاءة. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر هذه الانقطاعات المتكررة على نمط النوم والإيقاع الحيوي للفرد، خاصة عند تلقي الإشعارات في أوقات متأخرة من اليوم.

من الناحية الوقائية، ينصح الخبراء باتباع استراتيجيات إدارة الإشعارات للحفاظ على الصحة النفسية. وتشمل هذه الاستراتيجيات:

تحديد أوقات محددة للتحقق من الإشعارات بدل التفاعل الفوري مع كل تنبيه.

تفعيل الوضع الصامت أو وضع عدم الإزعاج أثناء فترات العمل والتركيز.

تصنيف الإشعارات بحسب الأولوية والتقليل من تلك غير الضرورية.

تعزيز الوعي الرقمي وتنمية العادات الصحية المرتبطة باستخدام الأجهزة الذكية.

وتخلص البحوث إلى أن تنظيم الإشعارات الرقمية وإدارة الوقت الرقمي يلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على التركيز، تقليل مستويات القلق، وتحسين جودة الحياة النفسية، وهو ما يمثل تحديًا أساسيًا في عصر يعتمد بشكل كبير على التواصل الرقمي المستمر.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 17 نونبر 2025
في نفس الركن