أسرتنا

التوقف عن حساب وقت الشاشات: دعونا نساعد أطفالنا على العيش حقًا في العصر الرقمي


في عصر تتنوع فيه الوسائط الرقمية، أصبح الرقابة الصارمة على وقت الشاشات للأطفال فكرة قديمة لم تعد كافية. كانت التوصيات السابقة تركز أساسًا على مخاطر الخمول البدني، حيث إن الجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية للطفل.



نحو تربية رقمية متوازنة

اليوم، لم يعد استخدام الشاشات مقتصرًا على مشاهدة الرسوم المتحركة أو اللعب، بل أصبح عالمًا رقميًا متعدد الأبعاد: فيديوهات قصيرة، مسلسلات، ألعاب تفاعلية، محادثات، واجبات مدرسية، وحتى الأنشطة الإبداعية. هذا التنوع يجعل من الصعب تقييم “وقت الشاشة” باعتباره معيارًا وحيدًا.

علاوة على ذلك، تعمل المنصات الرقمية الحديثة على جذب انتباه الأطفال بشكل مستمر ومكثف، ما يجعل تجربة الشاشة مختلفة تمامًا عن ما كانت عليه قبل سنوات. لم تعد المسألة مجرد وقت جلوس، بل كيفية استخدام الأطفال للشاشات وتأثيرها على نموهم المعرفي والاجتماعي.


لذلك، يجب علينا إعادة النظر في طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا في حياة أطفالنا. بدلاً من التركيز على عدد الدقائق، يمكن توجيه الاهتمام نحو:

نوعية المحتوى: اختيار محتوى تعليمي وترفيهي متوازن.

التفاعل والمشاركة: تشجيع الأطفال على المشاركة الإيجابية مع العائلة والزملاء من خلال المنصات الرقمية.

الإبداع والمهارات: استخدام الأجهزة لتعزيز الإبداع والتعلم، وليس فقط الاستهلاك السلبي للمحتوى.

الهدف ليس حصر وقت الأطفال أمام الشاشات، بل تمكينهم من العيش بوعي في العصر الرقمي. من خلال توجيه استخدامهم بشكل ذكي، يمكننا تحويل الشاشات من مصدر قلق إلى أداة تعليمية، ترفيهية، وإبداعية تساعدهم على النمو بشكل متوازن وصحي.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 8 دجنبر 2025
في نفس الركن