أسرتنا

التربية الرقمية: كيف نعلّم الأطفال استخدام الإنترنت بوعي وأمان


في العصر الرقمي الذي نعيش فيه، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الأطفال اليومية، سواء في التعلم أو اللعب أو التواصل الاجتماعي. ومع هذا الانتشار الواسع، تبرز أهمية التربية الرقمية، وهي عملية تعليم الأطفال كيفية استخدام الإنترنت بطريقة واعية وآمنة، تمكنهم من الاستفادة من فوائده دون التعرض للمخاطر. فالأطفال في هذه المرحلة العمرية يحتاجون إلى توجيه مستمر لفهم الحدود بين الاستخدام المفيد والإفراط أو التعرض للمحتوى الضار.



ويبدأ تعليم الأطفال الاستخدام الواعي للإنترنت بتعريفهم بالمخاطر المحتملة، مثل التنمر الإلكتروني، والمحتوى غير المناسب، والخصوصية الرقمية، وضرورة حماية المعلومات الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تعليمهم مبادئ السلوك الرقمي الإيجابي، كالاحترام في التواصل مع الآخرين، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الأخبار الكاذبة، والتمييز بين المصادر الموثوقة وغير الموثوقة.

تلعب الأسرة والمدرسة دورًا رئيسيًا في التربية الرقمية، إذ يمكن للأهل مراقبة وقت استخدام الأطفال للإنترنت مع الحفاظ على مساحة من الحرية للتجربة والاستكشاف. من المهم أيضًا وضع قواعد واضحة للاستخدام، مثل أوقات محددة للعب أو الدراسة على الأجهزة الرقمية، وتشجيع الحوار المفتوح مع الأطفال حول تجاربهم على الإنترنت وما يواجهونه من مشكلات أو مخاطر. هذا الحوار المستمر يعزز ثقتهم بأهلهم ويجعلهم أكثر استعدادًا للتصرف بشكل مسؤول.

إلى جانب الرقابة والإرشاد، يمكن تعليم الأطفال مهارات التفكير النقدي الرقمية، مثل التحقق من صحة المعلومات، وتقييم المصادر، والتفكير قبل النشر أو المشاركة. هذه المهارات تتيح لهم الاستفادة من الإنترنت كأداة تعليمية وترفيهية بشكل آمن وفعال، وتساعدهم على تطوير وعيهم الرقمي منذ سن مبكرة.

التربية الرقمية ليست مهمة مؤقتة، بل هي عملية مستمرة تتطلب تحديث المعلومات ومواكبة التطورات التقنية، إذ يتغير عالم الإنترنت بسرعة، وتظهر طرق جديدة للتفاعل أو المخاطر. من خلال التعليم الواعي، يمكن للأطفال بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا، تصبح جزءًا من مهاراتهم الحياتية، وتمنحهم القدرة على مواجهة تحديات العصر الرقمي بثقة ومسؤولية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 24 نونبر 2025
في نفس الركن