وكشف وزير الفلاحة أحمد البواري، خلال لقاء تواصلي نظمه حزب التجمع الوطني للأحرار بتاونات بحضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش، عن تفاصيل برنامج استعجالي ضخم خُصص له غلاف مالي بلغ 12.8 مليار درهم لسنتي 2025 و2026، وهو برنامج وضع القطيع الوطني في صلب أولوياته.
وأعلن الوزير أن الحكومة صرفَت 4 مليارات درهم لفائدة 912 ألف كسّاب في ظرف لم يتجاوز ثلاثة أسابيع، في عملية اعتُبرت قياسية، بعدما وصل الدعم إلى المستفيدين عبر رسائل نصية مباشرة، بينما سجلت جهة فاس–مكناس لوحدها ترقيم 5 ملايين رأس ماشية واستفادة مالية قاربت 500 مليون درهم.
ووضع البواري ملف الماء في مقدمة التحديات، مؤكداً أنه شكّل “الأولوية الوطنية القصوى”. وفي عرضه لخارطة الطريق المائية بالجهة، أوضح أن أكثر من 25 ألف هكتار جُهّزت بالري بالتنقيط خلال السنوات الخمس الماضية، فيما بُرمجت 50 ألف هكتار للسقي التكميلي، منها 16 ألف هكتار انطلقت فيها الأشغال بشكل استعجالي بغلاف قُدّر بمليار درهم.
وتطرّق الوزير إلى المشاريع الكبرى المرتبطة بالسدود والتحويلات المائية وبرامج الري في واد اللبن وتيسة وقرية با محمد، وهي مشاريع مكّنت من توسيع المساحات المسقية بما بين 5000 و6000 هكتار إضافية بفضل تخفيف الضغط على حوض سبو في أفق 2030.
وأشاد البواري بمشروع “سايس”، الذي بدأ فعليًا في سقي الأراضي خلال الصيف الماضي، ما أنقذ مواسم آلاف الفلاحين الصغار الذين مثّلوا 95% من المستفيدين، معتبرًا أن المشروع جسّد رؤية ملكية بعيدة المدى وجرأة سياسية في التنفيذ.