حياتنا

الاستعداد النفسي والجسدي للعودة إلى المدرسة: مسؤولية الأسرة والمؤسسات


مع اقتراب الدخول المدرسي، تبرز أهمية تهيئة الأطفال والمراهقين نفسياً وجسدياً وذهنياً لضمان انتقال سلس من أجواء العطلة الصيفية إلى الانضباط الدراسي، حيث تتغير عادات النوم والأنشطة اليومية بشكل كبير خلال العطلة، مما قد يخلق صعوبة في العودة إلى روتين المدرسة المعتاد.



الأسرة.. المسؤول الأول
تشدد الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي على أن الأسرة تتحمل المسؤولية الكبرى في هذا الانتقال، من خلال توضيح أهمية الانضباط المدرسي، وضبط أوقات النوم والاستيقاظ، وتنظيم الوقت بين الأنشطة الترفيهية والالتزامات الدراسية.

وأشارت المرابطي إلى أن الحوار المباشر مع الأبناء خطوة أساسية لتوضيح متطلبات المرحلة الجديدة، بينما يبقى الحزم والترسيخ التدريجي للقواعد ضرورياً لمواجهة المقاومة الطبيعية للأطفال لرغبتهم في اللعب والانفلات من الضوابط.

كما أوصت الباحثة بربط العودة إلى المدرسة بنشاط إيجابي أو مكافأة بسيطة، مثل وجبة مميزة أو نشاط ترفيهي، لتخفيف الشعور بالضغط وجعل العودة تجربة إيجابية.

التهيئة ضمن برنامج انتقالي
أكدت المرابطي على ضرورة اعتماد برنامج انتقالي يربط بين أجواء العطلة ومتطلبات المدرسة، ويشمل مراقبة استخدام الأطفال للوسائط الرقمية، مع الحفاظ على توازن بين الأنشطة التعليمية والترفيهية. وأشارت إلى أن الإعلام والمؤسسات الاجتماعية يجب أن تراعي هذا التحول، عبر تقليص البث الترفيهي خلال أيام الأسبوع وبث رسائل تحفيزية تعزز قيمة المدرسة والتعلم.

دور الخبراء التربويين
من جانبه، شدد جمال شفيق، خبير تربوي وباحث في علوم التربية، على أهمية تهيئة التلاميذ نفسياً وبيولوجياً، خصوصاً تنظيم إيقاعات النوم وتقليل السهر الناتج عن الألعاب الإلكترونية أو الهاتف.

ودعا شفيق إلى تنفيذ استراتيجيات ميتا-معرفية، تشمل تخصيص وقت للمطالعة والمراجعة مع الأبناء قبل بدء الموسم الدراسي، لتقليل الضغط النفسي وزيادة الاستعداد الذهني. كما نوّه بأهمية تقييم نقاط القوة والضعف لدى التلاميذ وتقديم دعم موازٍ خلال الأسابيع الأولى لضمان نجاح الانطلاقة الدراسية.

تكامل الأدوار لضمان نجاح العودة
يؤكد الخبراء أن نجاح الدخول المدرسي رهين بتكامل أدوار الأسرة، المدرسة، الإعلام، والفضاءات الرقمية، من خلال خلق بيئة داعمة تعزز التركيز والانضباط، وتحافظ على التوازن النفسي والمعرفي للتلاميذ.

بهذه الاستراتيجيات، يمكن للأطفال والمراهقين العودة إلى الدراسة بروح إيجابية، مع استعداد نفسي وجسدي أفضل، مما ينعكس إيجاباً على التحصيل الدراسي ويجعل بداية الموسم تجربة سلسة ومثمرة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الأربعاء 27 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن