ويكتسي هذا المؤتمر أهمية كبيرة، سواء من الناحية العلمية أو الإنسانية، حيث يتناغم مع الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يولي اهتماماً بالغاً لتعزيز التعاون الإفريقي جنوب-جنوب، وتعزيز التضامن بين الشعوب في المجالات الصحية والتنموية.
حضور رسمي رفيع يبرز أهمية الحدث
عند وصول سمو الأميرة للا أسماء، استعرضت تشكيلات من القوات المساعدة أدت التحية الرسمية، فيما تقدم للسلام على سموها عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين الميداوي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة بن يحيى، إلى جانب والي جهة الرباط-سلا-القنيطرة، عامل عمالة الرباط، محمد اليعقوبي.
كما حضر مراسم الاستقبال مسؤولو المؤسسات الوطنية والفاعلون في القطاع الصحي والاجتماعي، من بينهم منسق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، رئيس مجلس الجهة، رؤساء المجالس الجماعية والمحلية، المدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، والسفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، إضافة إلى الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، كريم الصقلي.
مؤسسة للا أسماء.. مبادرات مستمرة لتعزيز الإدماج الاجتماعي
وفي مستهل الحفل، قامت صاحبة السمو الملكي بجولة داخل جناح “مؤسسة للا أسماء”، الذي يعرض مختلف المشاريع والمبادرات التي أطلقتها المؤسسة على مدى سنوات، والتي تهدف إلى إدماج وتمدرس وكرامة الأطفال الصم وضعاف السمع، بما يضمن لهم حق المشاركة الفعلية في الحياة الاجتماعية والتربوية.
كلمات رسمية تؤكد الالتزام الوطني والقاري
افتتح الحفل بكلمة للمدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، الذي نقل تحيات الرئيس المدير العام، البروفيسور لحسن بليماني، مؤكدًا أن حضور الأميرة للا أسماء يضفي بعداً استراتيجياً ومعنوياً على المؤتمر. وأضاف أن الالتزام الشخصي لسموها يعكس رؤية المملكة الرامية إلى دعم الإدماج الاجتماعي والتنمية البشرية، ويبرز أهمية التضامن الإفريقي في المجال الصحي.
وأشار إلى أن جهود صاحبة السمو الملكي مكنت عشرات الآلاف من الأطفال من استعادة حاسة السمع، مما فتح أمامهم آفاق التمدرس والتكوين والمشاركة المجتمعية، لافتًا إلى أن هذا المؤتمر يعكس الطموح لتبادل الخبرات وبناء نماذج مبتكرة تعزز جودة الرعاية الصحية للأطفال المصابين بالصمم في المغرب وإفريقيا.
من جهته، أكد الرئيس المنتدب لمؤسسة للا أسماء، كريم الصقلي، أن المؤتمر الإفريقي الأول لزراعة قوقعة الأذن للأطفال يُعد مناسبة لتوحيد جهود العلماء والخبراء القادمين من مختلف أرجاء القارة، لتحقيق هدف واحد هو تمكين الأطفال من استعادة حاسة السمع، وعدم ترك أي طفل أسيراً للصمت، بما يتيح له المشاركة الكاملة في المجتمع.
أفق مستقبلي لإنشاء قطب إفريقي متخصص
يهدف المؤتمر إلى تأسيس قاعدة علمية رائدة على مستوى القارة، تعتمد على البحث والابتكار الطبي والتكنولوجيا الحديثة في مجال زراعة قوقعة الأذن، فضلاً عن تبادل الخبرات بين الفرق الطبية المغربية والأفريقية، بما يعزز قدرة الدول الإفريقية على توفير علاجات متقدمة للأطفال المصابين بالصمم، ويضع المغرب في موقع الريادة في هذا المجال.
ويستعرض المؤتمر خلال أيامه برامج تدريبية وورشات علمية متقدمة، إلى جانب عرض أحدث الابتكارات والتقنيات الطبية المتعلقة بزراعة القوقعة، مما سيمكن الأطباء والباحثين من الاطلاع على التجارب الدولية وتطوير ممارسات محلية مستدامة وفعالة.
تعزيز التعاون جنوب-جنوب في المجال الصحي
ويؤكد هذا الحدث العلمي الكبير حرص المملكة على تعزيز التعاون الطبي الإفريقي، بما يعكس استراتيجية شاملة للتنمية البشرية الصحية على مستوى القارة، ويرسخ صورة المغرب كقطب إفريقي للابتكار الطبي والعلاجات المتقدمة للأطفال، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، ودعم مباشر من الأميرة للا أسماء، التي كرست جهودها على مدى سنوات في خدمة الأطفال المصابين بالصمم وضعاف السمع