أسرتنا

الألعاب الإلكترونية بين المتعة والخطر.. كيف نحمي أطفالنا من الإدمان الرقمي؟


في زمن التكنولوجيا والهواتف الذكية، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة الأطفال. ما كان يُعتبر وسيلة للتسلية أصبح اليوم هاجساً يثير قلق الأسر المغربية، خصوصاً بعد تزايد حالات الإدمان على الألعاب وظهور آثار نفسية وسلوكية مقلقة.



من الترفيه إلى الخطر — كيف يبدأ الإدمان؟

تبدأ القصة عادة بلعبة بسيطة، لكن سرعان ما يتحوّل اللعب إلى عادة يومية يصعب الانفصال عنها. فآليات الإثارة والمكافأة في هذه
الألعاب تُحفّز الدماغ بطريقة مشابهة للإدمان على المخدرات، ما يجعل الطفل يبحث عن “فوزه” القادم.

التأثير النفسي والسلوكي — العزلة والعدوانية:

تشير دراسات نفسية حديثة إلى أن الإفراط في اللعب يؤدي إلى العزلة الاجتماعية، ويفقد الطفل مهارات التواصل الواقعي. كما لوحظ ارتفاع في السلوك العدواني لدى الأطفال الذين يمضون ساعات طويلة أمام الشاشات، خصوصاً في ألعاب القتال والعنف.
لا تقتصر أضرار الألعاب الإلكترونية على الجانب النفسي فقط، بل تمتد إلى الصحة الجسدية أيضاً. فالسهر الطويل وقلة النوم، إلى جانب الجلوس لساعات أمام الشاشة، يؤديان إلى مشاكل في البصر والعمود الفقري وزيادة الوزن.

دور الأسرة — الرقابة الرقمية تبدأ من البيت:

في مواجهة هذا الخطر، تبرز مسؤولية الآباء في تنظيم وقت اللعب ووضع حدود واضحة لاستخدام الأجهزة. من المهم أن تشارك الأسرة الطفل في اختياراته، وأن تشرح له الفرق بين العالم الافتراضي والحياة الحقيقية.الحد من مخاطر الألعاب الإلكترونية لا يكون فقط داخل البيوت، بل يحتاج إلى تعاون المدارس والإعلام والمؤسسات التربوية، لتوعية الجيل الجديد حول الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، وتشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والفنون.

التكنولوجيا ليست عدواً، لكنها تحتاج إلى توازن ووعي. فحين نُعلّم أبناءنا كيف يستخدمونها بشكل مسؤول، يمكن أن تتحوّل الألعاب إلى أدوات للتعلم لا إلى وسيلة للهروب من الواقع. مستقبل أطفالنا يبدأ من تربية رقمية ذكية تحميهم من الانزلاق نحو الإدمان.
 




الاثنين 10 نونبر 2025
في نفس الركن