صحتنا

الأرق: أسباب شائعة وحلول لتحسين النوم


يعاني العديد من الأشخاص من مشاكل الأرق في مرحلة ما من حياتهم، حيث تشير الإحصاءات إلى أن واحدًا من كل خمسة فرنسيين يعاني من الأرق بشكل متكرر، بينما يعاني 9% منهم من أرق شديد. ويُعرف الأرق بأنه الشعور بعدم الرضا عن كمية أو جودة النوم، مصحوبًا بأعراض مثل صعوبة النوم، الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، الاستيقاظ المبكر مع عدم القدرة على العودة للنوم، إضافة إلى تأثيره السلبي على النشاط اليومي مثل التعب، قلة التركيز، اضطراب المزاج، والنعاس أثناء النهار.



يُحذر الخبراء من أن الأرق المزمن يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات مزاجية، تراجع الأداء الذهني، انخفاض جودة الحياة، ومشكلات اجتماعية، كما يمكن أن يكون سببًا في الإفراط في استخدام الأدوية المنومة.

فهم أسباب الأرق خطوة أولى نحو العلاج
لفهم سبب الأرق، من المهم التعرف على العوامل المختلفة التي تساهم في ظهوره. قد تكون الأسباب متعددة ومتداخلة، ومن ثم تحتاج إلى أكثر من حل. تقول الدكتورة كريستينا أبانافانا، خبيرة الأعصاب ومتخصصة في اضطرابات النوم:

"الأرق غالبًا ما يكون نتيجة سلسلة من العوامل؛ مثل التوتر الذي يزيد من الشعور بالألم، وهذا بدوره يرفع مستوى القلق ويعيق النوم. لكن حتى في حال تعددت الأسباب، يمكن للتغييرات البسيطة أن تساعد على تحسين النوم."

ثلاثة أسباب رئيسية للأرق
التوتر والأحداث اليومية واضطراب الروتين
يعتبر التوتر واحدًا من أبرز مسببات الأرق. سواء كان مرتبطًا بمواعيد نهائية، ضغوط العمل، أو أحداث كبيرة في الحياة، فإن التوتر يهيئ الجسم لتجربة الأرق. حتى التغيرات الصغيرة مثل النوم في سرير جديد أو السفر، يمكن أن تؤدي إلى أرق مؤقت. لكسر هذه الحلقة، يُنصح بـ:

الالتزام بموعد ثابت للنوم والاستيقاظ.

تجنب الأنشطة المنبهة والشاشات قبل النوم.

اعتماد روتين مريح قبل النوم مثل القراءة أو تمارين التمدد الخفيفة.

عادات الحياة والعوامل البيئية
يمكن للعوامل اليومية مثل الضوء، الضوضاء، النظام الغذائي، والكافيين أو الكحول أن تؤثر على النوم. كما أن استخدام الشاشات قبل النوم، تناول وجبات كبيرة في وقت متأخر، أو النوم في غرفة غير مناسبة من حيث الحرارة أو الإضاءة يمكن أن يزيد من صعوبة النوم. لذلك من الضروري تقييم البيئة المحيطة والعادات اليومية لمعرفة ما قد يسبب الأرق.

الحالات الطبية والصحة النفسية
غالبًا ما يكون الأرق مرتبطًا بمشاكل صحية جسدية أو نفسية، مثل:

آلام مزمنة أو مشاكل في الظهر.

اضطرابات القلق أو الاكتئاب.

اضطرابات الجهاز الهضمي مثل ارتجاع المريء.

مشاكل الغدة الدرقية، القلب أو الرئة.

تغيّرات هرمونية، انقطاع الطمث، أو متلازمات النوم مثل انقطاع النفس النومي أو متلازمة تململ الساقين.

إذا استمر الأرق أكثر من بضعة أسابيع، أو بدأ يؤثر على الحياة اليومية، يُنصح بمراجعة الطبيب أو أخصائي النوم لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة، قد تشمل تعديل الأدوية، العلاج النفسي أو تغييرات في نمط الحياة.

الأرق مشكلة شائعة ومتعددة الأسباب، لكن فهم العوامل المؤثرة وتطبيق تغييرات بسيطة في الروتين والعادات اليومية يمكن أن يساعد بشكل كبير على تحسين جودة النوم واستعادة النشاط والحيوية اليومية.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 11 نونبر 2025
في نفس الركن