منذ تأسيسها سنة 1990، شكّلت جائزة بيغاس حدثاً فريداً في المشهد الأدبي العالمي بتركيزها على موضوعة الخيول والفروسية في الأدب، ليس كموضوع تقليدي بل كرمز حضاري وثقافي عابر للحدود. اختيار العروي للفوز بهذه الجائزة في قلب باريس يوجّه رسالة مزدوجة: المغرب حاضر بقوة في الساحة الأدبية الدولية، وموروثه الشعبي، مثل الفانتازيا والفروسية، قابل لأن يتحوّل إلى رمز عالمي يعبر عن قيم الشهامة والشرف والحرية.
رواية “الحياة، الشرف، الفانتازيا” لا تكتفي بسرد حكاية اغتيال زعيم قبلي في عرض فروسية، بل تقدّم قراءة جديدة للذاكرة والهوية المغربية. عبر شخصية الحصان، يُقدّم العروي استعارة مكثّفة لعلاقة المغرب بماضيه وسعيه لتحويل إرث القبيلة والفروسية إلى ذاكرة ثقافية جامعة. بهذا المعنى، تصبح الرواية نصاً سياسياً غير مباشر يعيد كتابة سردية جماعية عن المغرب ويقدّمها للآخر بلغة أدبية رفيعة.
في زمن تتعقد فيه الصراعات الجيوسياسية، يكتسب الأدب دوراً استراتيجياً في بناء صورة الدولة. المغرب الذي يستثمر منذ سنوات في الدبلوماسية الثقافية –من مهرجانات السينما والفنون التشكيلية إلى المبادرات الفكرية– يجد في إنجازات كتّابه إضافة نوعية لصورة بلد متجذر في تاريخه، منفتح على العالم، وقادر على إنتاج خطاب كوني ينطلق من خصوصيته.
ولا يُمكن قراءة فوز العروي بمعزل عن أسماء مغربية بارزة أخرى مثل الطاهر بنجلون، ليلى سليماني، عبد الكريم جويطي وغيرهم ممن يعزّزون حضور المغرب في خريطة الأدب العالمي. في فرنسا، حيث تتقاطع السياسة بالثقافة، يحمل هذا التتويج بعداً رمزياً لعلاقة المغرب بالفضاء الفرانكفوني، إذ يقدّم صورة مائزة عن بلد قادر على تحويل تقاليده إلى خطاب حديث وحداثي يمزج بين الأصالة والمعاصرة ويغري بالفضول.
هكذا، لا يقتصر فوز فؤاد العروي على تكريم أديب مغربي بارز، بل يتجاوز ذلك ليصبح انتصاراً للثقافة المغربية ولقدرتها على استخدام الأدب كأداة قوة ناعمة. فالرواية، بما تحمله من رموز عن الحصان والفانتازيا والذاكرة، تتحول إلى جسر حضاري يربط المغرب بالعالم ويثبّت صورته كبلد للثقافة والإبداع والهوية، في عالم مضطرب يبحث عن رموز الاستقرار والجمال.
رواية “الحياة، الشرف، الفانتازيا” لا تكتفي بسرد حكاية اغتيال زعيم قبلي في عرض فروسية، بل تقدّم قراءة جديدة للذاكرة والهوية المغربية. عبر شخصية الحصان، يُقدّم العروي استعارة مكثّفة لعلاقة المغرب بماضيه وسعيه لتحويل إرث القبيلة والفروسية إلى ذاكرة ثقافية جامعة. بهذا المعنى، تصبح الرواية نصاً سياسياً غير مباشر يعيد كتابة سردية جماعية عن المغرب ويقدّمها للآخر بلغة أدبية رفيعة.
في زمن تتعقد فيه الصراعات الجيوسياسية، يكتسب الأدب دوراً استراتيجياً في بناء صورة الدولة. المغرب الذي يستثمر منذ سنوات في الدبلوماسية الثقافية –من مهرجانات السينما والفنون التشكيلية إلى المبادرات الفكرية– يجد في إنجازات كتّابه إضافة نوعية لصورة بلد متجذر في تاريخه، منفتح على العالم، وقادر على إنتاج خطاب كوني ينطلق من خصوصيته.
ولا يُمكن قراءة فوز العروي بمعزل عن أسماء مغربية بارزة أخرى مثل الطاهر بنجلون، ليلى سليماني، عبد الكريم جويطي وغيرهم ممن يعزّزون حضور المغرب في خريطة الأدب العالمي. في فرنسا، حيث تتقاطع السياسة بالثقافة، يحمل هذا التتويج بعداً رمزياً لعلاقة المغرب بالفضاء الفرانكفوني، إذ يقدّم صورة مائزة عن بلد قادر على تحويل تقاليده إلى خطاب حديث وحداثي يمزج بين الأصالة والمعاصرة ويغري بالفضول.
هكذا، لا يقتصر فوز فؤاد العروي على تكريم أديب مغربي بارز، بل يتجاوز ذلك ليصبح انتصاراً للثقافة المغربية ولقدرتها على استخدام الأدب كأداة قوة ناعمة. فالرواية، بما تحمله من رموز عن الحصان والفانتازيا والذاكرة، تتحول إلى جسر حضاري يربط المغرب بالعالم ويثبّت صورته كبلد للثقافة والإبداع والهوية، في عالم مضطرب يبحث عن رموز الاستقرار والجمال.