فمع انتشار منصات مثل "فايسبوك" و"يوتيوب" و"تيك توك"، تحول بعضها إلى فضاءات لاستغلال هشاشة الأطفال وكبار السن في سبيل تحقيق الشهرة والأرباح، دون احترام للكرامة الإنسانية أو الأبعاد النفسية لهؤلاء الفئات الضعيفة. ويشكل هذا الواقع تهديداً على صحتهم النفسية والاجتماعية، حيث يفرض عليهم أدواراً لا تتناسب مع أعمارهم ونضجهم، ما يؤدي إلى اضطرابات في بناء الهوية الذاتية، كما يؤكد سامي دقاقي، الباحث في علم النفس.
ويشير دقاقي إلى أن الأطفال الذين يُستغلون في صناعة محتوى رقمي يصبحون مرتبطين بشكل غير صحي بالتفاعل الرقمي، حيث تقاس قيمتهم بكمية التفاعل والأرباح وليس بالحب والدعم الأسري، مما يؤثر سلباً على ثقتهم بأنفسهم. أما كبار السن، فغالباً ما يُعرضون لمواقف مهينة تسبب لهم اكتئاباً أو إحساساً باليأس بدلاً من تعزيز احترامهم وكرامتهم.
على صعيد القانون، يشير المحامي الحسين بكار السباعي إلى وجود بعض القوانين التي تحمي الأطفال والمسنين جزئياً، مثل قوانين مكافحة الاتجار بالبشر والقانون الجنائي الذي يجرم استغلال القاصرين، ولكنها لا تغطي بشكل كافٍ صناعة المحتوى الرقمي التي تفتقر إلى تنظيم واضح، مما يترك باب الاستغلال مفتوحاً.
يدعو الخبراء إلى ضرورة وضع إطار قانوني شامل ينظم صناعة المحتوى الرقمي، ويشترط موافقات رسمية من الفئات الهشة قبل مشاركتها، مع تعزيز صلاحيات النيابة العامة والهيئات المختصة لمراقبة ومحاسبة المخالفين.
من جانبه، يؤكد عبد الوهاب الرامي، خبير الإعلام، أن إدماج التربية الرقمية في المناهج الدراسية أمر ضروري لتعليم الأطفال والكبار كيفية التعرف على المحتوى الضار والتصرف بحذر، إلى جانب ضرورة توعية الأسر والمربين حول آليات عمل المنصات الرقمية وتأثيرات الشهرة الرقمية على صناع المحتوى.
في النهاية، يبقى حماية الأطفال والمسنين من الاستغلال الرقمي مسؤولية مشتركة بين القانون والمجتمع والتربية، من أجل ضمان بيئة رقمية آمنة تحترم كرامة الجميع وتحمي فئاتنا الأكثر هشاشة.
بقلم هند الدبالي
ويشير دقاقي إلى أن الأطفال الذين يُستغلون في صناعة محتوى رقمي يصبحون مرتبطين بشكل غير صحي بالتفاعل الرقمي، حيث تقاس قيمتهم بكمية التفاعل والأرباح وليس بالحب والدعم الأسري، مما يؤثر سلباً على ثقتهم بأنفسهم. أما كبار السن، فغالباً ما يُعرضون لمواقف مهينة تسبب لهم اكتئاباً أو إحساساً باليأس بدلاً من تعزيز احترامهم وكرامتهم.
على صعيد القانون، يشير المحامي الحسين بكار السباعي إلى وجود بعض القوانين التي تحمي الأطفال والمسنين جزئياً، مثل قوانين مكافحة الاتجار بالبشر والقانون الجنائي الذي يجرم استغلال القاصرين، ولكنها لا تغطي بشكل كافٍ صناعة المحتوى الرقمي التي تفتقر إلى تنظيم واضح، مما يترك باب الاستغلال مفتوحاً.
يدعو الخبراء إلى ضرورة وضع إطار قانوني شامل ينظم صناعة المحتوى الرقمي، ويشترط موافقات رسمية من الفئات الهشة قبل مشاركتها، مع تعزيز صلاحيات النيابة العامة والهيئات المختصة لمراقبة ومحاسبة المخالفين.
من جانبه، يؤكد عبد الوهاب الرامي، خبير الإعلام، أن إدماج التربية الرقمية في المناهج الدراسية أمر ضروري لتعليم الأطفال والكبار كيفية التعرف على المحتوى الضار والتصرف بحذر، إلى جانب ضرورة توعية الأسر والمربين حول آليات عمل المنصات الرقمية وتأثيرات الشهرة الرقمية على صناع المحتوى.
في النهاية، يبقى حماية الأطفال والمسنين من الاستغلال الرقمي مسؤولية مشتركة بين القانون والمجتمع والتربية، من أجل ضمان بيئة رقمية آمنة تحترم كرامة الجميع وتحمي فئاتنا الأكثر هشاشة.
بقلم هند الدبالي