وفرت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، بالتنسيق مع شركائها، منظومة متكاملة للاستقبال، شملت 26 مركزاً موزعة بين المغرب والخارج، مدعومة بأكثر من ألف عنصر بين مساعدات اجتماعية وأطباء وممرضين. وقدمت المنظومة دعماً مباشراً لأكثر من 88 ألف مسافر، بما في ذلك 22 ألف مواكبة إدارية وجمركية، وأكثر من 7500 تدخل طبي عاجل، إضافة إلى 1575 مساعدة مباشرة في التنقل، لتلبية كافة احتياجات المغاربة المقيمين بالخارج.
وتجلت أهمية الجانب الطبي بشكل ملموس من خلال التدخلات الطارئة، حيث تم إنقاذ رضيع يبلغ من العمر 4 أشهر بعد نقله من ميناء طنجة المتوسط إلى المستشفى الجامعي إثر ضيق تنفس حاد، وكذلك تقديم الإسعافات لمغربي قادم من سويسرا دخل في غيبوبة نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم. وتؤكد هذه الحالات التزام المؤسسة بضمان سلامة المسافرين وأسرهم.
وأشارت سناء درديخ، مديرة التواصل بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، إلى أن عملية “مرحبا 2025” جرت بسلاسة خلال أكثر من ثلاثة أشهر، مع تدبير ناجح لأيام الذروة التي شهدت توافد أكثر من 86 ألف مسافر يومياً. وأكدت أن العملية حققت نجاحاً ملموساً بفضل التنظيم المحكم والتعبئة المتواصلة للموارد البشرية واللوجستية.
وساهمت نسخة هذه السنة في توسيع التغطية الترابية لمنظومة الاستقبال، عبر افتتاح موقعين جديدين في الداخلة والعيون، وفق تعليمات ملكية سامية، لتعزيز قدرة المراكز على التعامل مع كثافة المسافرين وضمان تقديم الخدمات بكفاءة عالية، بما يعكس حرص المغرب على مواكبة الجالية وضمان راحتها.
وأكد عمر موسى عبد الله، المسؤول عن المشاريع والمشرف على عملية “مرحبا”، أن التعبئة المتواصلة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن كشفت عن الدور الإنساني الأساسي للمؤسسة، سواء بتقديم المساعدات الطبية العاجلة أو المواكبة في الإجراءات الإدارية والجمركية أو دعم التنقل، مضيفاً أن العملية شهدت نجاحاً بارزاً يعكس قدرة المغرب على تنظيم عمليات استقبال كبرى على الصعيدين اللوجستي والإنساني.
وجسدت عملية “مرحبا” ربع قرن من التجربة الإنسانية، لتؤكد الالتزام الملكي الراسخ بمغاربة العالم، وتظهر قدرة المغرب على توفير بيئة آمنة ومهيأة لجميع المسافرين، مع التركيز على جودة الخدمات المقدمة والاهتمام بكل التفاصيل التي تضمن راحتهم وسلامتهم.
وتختتم العملية بتأكيد الدور الاستراتيجي لمؤسسة محمد الخامس للتضامن في تعزيز الروابط بين المغرب ومغاربة العالم، وإبراز قدرة المملكة على تنظيم عمليات ضخمة بكل كفاءة، مما يجعل عملية “مرحبا” مناسبة وطنية وإنسانية متفردة، تشكل نموذجاً يحتذى به في استقبال الجاليات خارج الوطن