حياتنا

احتقان في صفوف مهنيي سيارات الأجرة بسلا بسبب غياب محطات التوقف وتنصل الجماعة من مسؤولياتها


تعيش مدينة سلا منذ أسابيع على وقع احتقان متصاعد في صفوف مهنيي سيارات الأجرة بصنفيها الأول والثاني، بسبب ما وصفوه بـ”الإهمال التام والغياب الكامل للبنيات التحتية الضرورية لعملهم اليومي”، وعلى رأسها غياب محطات منظمة ومهيأة للأرصفة والتوقف في مختلف أحياء المدينة.



وأكد ممثلو المهنيين أن الوضع “أصبح لا يُطاق”، في ظل تجاهل جماعة سلا برئاسة العمدة لمطالبهم المتكررة، رغم أن القطاع يضم حوالي 2500 سيارة أجرة تؤدي بانتظام الضرائب والرسوم الجماعية، دون أن تستفيد من أي خدمات أو تجهيزات بالمقابل.

وأوضح عدد من السائقين أن سيارات الأجرة أصبحت “تتسكع في الشوارع دون محطات منظمة”، مما يجعلهم عرضة لمضايقات يومية من طرف السلطات أو المواطنين، ويخلق فوضى في حركة السير والتنقل، معتبرين أن الجماعة الحضرية لسلا “خارج التغطية” منذ سنوات.

وفي خطوة تصعيدية، أعلن المهنيون عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة خلال الأيام المقبلة، تعبيرًا عن غضبهم من تهميش العمدة وعدم وفاء المجلس المحلي بوعوده السابقة بإحداث محطات لسيارات الأجرة وتوفير مرافق تليق بمهنيين يؤدون واجبهم الضريبي والمهني بكل التزام.

وقال أحد ممثلي المهنيين في تصريح لـ كواليس:

“ما يمكنش مدينة كبيرة بحال سلا تبقى بلا محطات ولا تنظيم.. كنخدمو في ظروف مهينة، والجماعة ناعسة وكأنها ما كتشوفش الواقع.”

ويؤكد المهنيون أن وقفتهم المرتقبة ستكون رسالة إنذار أخيرة للعمدة ومجلسه، ملوحين بالتصعيد في حال استمرار تجاهل مطالبهم، التي يعتبرونها مشروعة وضرورية لضمان كرامتهم وتنظيم القطاع داخل المدينة.

وتعود شرارة هذا الغضب إلى شهر غشت الماضي، حين وجه ممثلو مهنيي سيارات الأجرة مراسلة رسمية إلى عمدة سلا، يطالبون فيها بعقد لقاء عاجل لبحث سبل تحسين أوضاع القطاع وتنظيم محطات التوقف، غير أن العمدة تجاهل الطلب ورفض فتح أي حوار مع النقابات المهنية، بحسب ما أكده المعنيون بالأمر.

هذا التعنت وغياب التواصل، وفق المهنيين، زادا من احتقانهم، معتبرين أن الجماعة تمارس سياسة “الآذان الصماء”، في وقت تتفاقم فيه معاناتهم اليومية بسبب الازدحام والفوضى وغياب التنظيم. كما يرون أن رفض الحوار مع النقابات يعكس استخفافًا بمعاناة فئة حيوية تسهر على خدمة سكان المدينة ليلًا ونهارًا.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الجمعة 31 أكتوبر 2025
في نفس الركن