من سرقة المتحف إلى “احتلال يومي”
في مقابلة مع قناة فرانس 3، وصف زمور ما جرى بأنه “تجسيد لاحتلال يومي تمارسه الهجرة ضد فرنسا”، معتبراً أن سرقة ما وصفه بـ”كنوز فرنسا” تمثل شكلاً من أشكال “النهب الممنهج للحضارة الفرنسية”. ولم يكتف الزعيم اليميني المتطرف بهذا التوصيف، بل ربط الحادثة بجرائم أخرى شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة، مثل قضية مقتل الطفلة لولا، وحوادث الاغتصاب وتجارة المخدرات، متهماً المهاجرين بأنهم وراء كل ذلك، في خطاب يتغذّى على الخوف والكراهية أكثر مما يقوم على الوقائع.
وعبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، واصل زمور هجومه قائلًا:
“ها هي الجزائر تدخل المشهد في سرقة متحف اللوفر!
الهجرة تسرق مجوهرات التاج الفرنسي، وباختصار، تسرق حضارتنا.
إنه الجهاد اليومي.”
الرمزية السياسية وراء الخطاب
يعتمد زمور منذ ظهوره في الساحة السياسية على الاستثمار في خطاب الصدمة، مستعملاً كل حادثة جنائية لتغذية أطروحته حول “انحلال الهوية الفرنسية” و”تهديد الهجرة الإسلامية للحضارة الغربية”. فكلما اقترب موعد انتخابي أو تصاعد الجدل حول قضايا الأمن والهجرة، يعود زمور ليُحرك مشاعر الغضب الشعبي عبر الخلط المتعمّد بين الجريمة والفئة الأصلية للجاني.
لكنّ الخطورة في مثل هذا الخطاب لا تكمن فقط في تشويه صورة الجاليات المغاربية والعربية، بل في تطبيع الكراهية داخل النقاش العام الفرنسي، حتى باتت بعض وسائل الإعلام تتعامل مع تصريحات زمور كـ”مواقف سياسية” لا كتحريضٍ على العنصرية.
الخلط بين الجريمة والهوية
القضية في جوهرها جنائية بحتة، ولا يمكن أن تختزل في الانتماء الإثني للمشتبه به. ففرنسا، مثل أي بلد، تعرف جرائم من مختلف الفئات، ولا أحد يربط بين أصول الجناة عندما يكونون من أصول أوروبية. غير أن زمور ومن يشبهه يصرّون على تحويل كل حدث إلى معركة حضارية بين “الفرنسي الأصيل” و”المهاجر الغازي”، في محاولة لترسيخ خطاب “نحن” ضد “هم”.
حادثة متحف اللوفر ليست سوى تفصيل في أجندة سياسية أكبر يحاول زمور تسويقها منذ حملته الرئاسية سنة 2022، عنوانها: “الخوف من الآخر”. وبينما تواصل فرنسا البحث عن سبل العيش المشترك في مجتمع متنوع الثقافات، يصرّ زمور على إشعال نار الانقسام والعداء.
وهكذا، يصبح كل حدث جنائي مادةً لخطابٍ يقتات من الكراهية بدل العدالة، ومن التحريض بدل الحقيقة.
في مقابلة مع قناة فرانس 3، وصف زمور ما جرى بأنه “تجسيد لاحتلال يومي تمارسه الهجرة ضد فرنسا”، معتبراً أن سرقة ما وصفه بـ”كنوز فرنسا” تمثل شكلاً من أشكال “النهب الممنهج للحضارة الفرنسية”. ولم يكتف الزعيم اليميني المتطرف بهذا التوصيف، بل ربط الحادثة بجرائم أخرى شهدتها فرنسا في السنوات الأخيرة، مثل قضية مقتل الطفلة لولا، وحوادث الاغتصاب وتجارة المخدرات، متهماً المهاجرين بأنهم وراء كل ذلك، في خطاب يتغذّى على الخوف والكراهية أكثر مما يقوم على الوقائع.
وعبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، واصل زمور هجومه قائلًا:
“ها هي الجزائر تدخل المشهد في سرقة متحف اللوفر!
الهجرة تسرق مجوهرات التاج الفرنسي، وباختصار، تسرق حضارتنا.
إنه الجهاد اليومي.”
الرمزية السياسية وراء الخطاب
يعتمد زمور منذ ظهوره في الساحة السياسية على الاستثمار في خطاب الصدمة، مستعملاً كل حادثة جنائية لتغذية أطروحته حول “انحلال الهوية الفرنسية” و”تهديد الهجرة الإسلامية للحضارة الغربية”. فكلما اقترب موعد انتخابي أو تصاعد الجدل حول قضايا الأمن والهجرة، يعود زمور ليُحرك مشاعر الغضب الشعبي عبر الخلط المتعمّد بين الجريمة والفئة الأصلية للجاني.
لكنّ الخطورة في مثل هذا الخطاب لا تكمن فقط في تشويه صورة الجاليات المغاربية والعربية، بل في تطبيع الكراهية داخل النقاش العام الفرنسي، حتى باتت بعض وسائل الإعلام تتعامل مع تصريحات زمور كـ”مواقف سياسية” لا كتحريضٍ على العنصرية.
الخلط بين الجريمة والهوية
القضية في جوهرها جنائية بحتة، ولا يمكن أن تختزل في الانتماء الإثني للمشتبه به. ففرنسا، مثل أي بلد، تعرف جرائم من مختلف الفئات، ولا أحد يربط بين أصول الجناة عندما يكونون من أصول أوروبية. غير أن زمور ومن يشبهه يصرّون على تحويل كل حدث إلى معركة حضارية بين “الفرنسي الأصيل” و”المهاجر الغازي”، في محاولة لترسيخ خطاب “نحن” ضد “هم”.
حادثة متحف اللوفر ليست سوى تفصيل في أجندة سياسية أكبر يحاول زمور تسويقها منذ حملته الرئاسية سنة 2022، عنوانها: “الخوف من الآخر”. وبينما تواصل فرنسا البحث عن سبل العيش المشترك في مجتمع متنوع الثقافات، يصرّ زمور على إشعال نار الانقسام والعداء.
وهكذا، يصبح كل حدث جنائي مادةً لخطابٍ يقتات من الكراهية بدل العدالة، ومن التحريض بدل الحقيقة.