شهدت الانتخابات منافسة بين خمسة بلدان إفريقية رسمت أسماؤها لشغل المقاعد الأربعة المخصصة للقارة في مجلس إدارة البرنامج. وفي نهاية التصويت، جرى انتخاب المغرب إلى جانب جمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا وتنزانيا، بينما قررت الجزائر سحب ترشيحها مباشرة قبل عملية التصويت، ما سمح للمملكة بإبراز مكانتها المتقدمة بين الدول الإفريقية الفاعلة في مجالات الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
الثقة الدولية المتجددة في المغرب
أكدت التمثيلية الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة في روما أن تجديد ولاية المغرب في المجلس يعكس ثقة المجتمع الدولي في التزام المملكة ومساهمتها البناءة في جهود الأمن الغذائي العالمي. ويأتي هذا الانتخاب في إطار استمرار الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة داخل الوكالة الأممية، وهو الدور الذي تعزز بشكل ملحوظ خلال سنة 2024 عندما ترأس المغرب مجلس إدارة برنامج الغذاء العالمي.
قيادة استراتيجية وحوكمة فعالة
خلال فترة رئاسته السابقة، نجح المغرب في تعزيز مناخ الحوار والتوافق بين أعضاء المجلس، ما أفضى إلى اعتماد قرارات هيكلية هامة على مستوى الحوكمة وتحديد الأولويات الاستراتيجية للبرنامج. وأسهم هذا التوجه في دعم المهام الأساسية للبرنامج المزدوجة، وهي إنقاذ الأرواح وتحسين التغذية لدى الفئات الأكثر هشاشة، وهو ما يعكس قدرة المغرب على التأثير الإيجابي داخل الأجهزة الأممية.
المغرب كفاعل ملتزم ومتعدد الأطراف
يشكل هذا الانتخاب تذكيرا بمكانة المملكة كفاعل ملتزم ضمن النظام الدولي متعدد الأطراف، حيث يسهم بفعالية في المبادرات الدولية الرامية لتعزيز الأمن الغذائي ومرونة النظم الغذائية. وتبرز مساهمات المغرب في هذا السياق دوره كوسيط موثوق وشريك رئيسي لدعم سياسات التنمية المستدامة، سواء على الصعيد القاري أو الدولي.
تعزيز الأمن الغذائي بالقارة الإفريقية
في سياق الالتزام الإفريقي، يواصل المغرب العمل على تعزيز مقاربة شاملة للأمن الغذائي بالقارة، ترتكز على الابتكار والاستدامة والشمولية. ويبرز هذا التوجه التزام المملكة بتطوير استراتيجيات قادرة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي، ودعم المجتمعات الهشة في إفريقيا، عبر مشاريع مبتكرة ومبادرات تراعي خصوصيات كل منطقة، مع تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الأممية