فن وفكر

إصدار جديد بعنوان "أبي الجعد أرض التصوف والروحانيات"


كتاب أعده مجموعة من الباحثين والفنيين تحت إشراف لحسن حداد وسعد لحصيني

تعززت المكتبة المغربية، مؤخرا، بكتاب جميل حول مدينة أبي الجعد تحت عنوان "أبي الجعد، أرض التصوف والروحانيات".



ويسعى هذا الكتاب إلى إبراز أهم معالم المدينة الزاوية، أبي الجعد، في شتى تجلياتها، العمرانية منها والروحية، ومحاولة لفهم  الأدوار التي لعبتها الزاوية الشرقاوية في ترسيخ المرتكزات الروحية والصوفية، والتي أفرزت نمطا متميزا للحياة اليومية، وللابداع الفكري، ولمفهوم التعايش.


ويُظهر الكتاب، من خلال مساهمات العديد من الخبراء في التاريخ والتراث وعلم الاجتماع، بشكل جلي، مدى اسهام الزاوية الشرقاوية في تطور المعالم العمرانية لأبي الجعد، وفي تكريس قيم، قل نظيرها، بين أهل المدينة من قبيل شيوع الحوار والمناظرات الفقهية، واستقبالها لفقهاء من شتى الزوايا، والانفتاح على الآخر بإيوائها لعلماء اختلفوا مع توجهاتها، واحتضانها لعدد من العائلات اليهودية التي استقرت، منذ زمان، بجوار العائلات المسلمة في جو من التعايش والانسجام، قبل أن يتكون حي الملاح الذي شهد خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين حركية ونشاط كبيرين.


ويحمل الكتاب القاريء عبر المراحل التي عاشتها أبي الجعد منذ بزوغ فكر الشيخ أبي عبيد الله الشرقي، أحد أتباع  الطريقة الغزوانية-التبّاعية-الجزولية، في مجال جغرافي يصعب فيه العيش، ليقف في تحدٍّ للظروف الطبيعية ومعتمدا على همته العالية، من أجل تحويل القَفْر الموحش إلى خصب ونماء، لتزدهر في هذا الوكر أنشطة اقتصادية ارتبط بعضها بالرعي كالصوف والنسيج والدباغة، وارتبط الأخر ببعض المواد الطبيعية التي جادت بها المنطقة من قبيل الجير والطين والدوم والرخام. 


ويروي الكتاب الجميل كيف تمكنت أبي الجعد، الزاوية الحاضرة، المتشبعة بالنمط الروحي اللا مادي، من تعزيز امتداد عمراني سخر كل الوسائل والطرق الإبداعية، لتدعيم هذا البعد الروحي، الفكري والصوفي. ومن هنا يمكن اعتبار الثقافة الروحية وضروراتها في تفاعلها مع التركيبة السوسيولوجية للمدينة الناشئة أساس تطور العمران في  أرض التصوف والروحانيات.


و هذا الكتاب، والذي أشرف على إنجازه الدكتور لحسن حداد وسعد الحصيني، أعده تقنيون متميزون في مجالات التصوير والإخراج الفني كالمصور والمحترف العالمي تيدي سوغان والفنان جمال المرسلي الشرقاوي.


وأعد النصوص كل من الأساتذة مؤنس الشرقاوي ورشيد العابدي وكنزة العلالي ومحمد بلعربي الشرقاوي وعبد المجيد بوكاري وأحمد بوكاري الشرقاوي ومحمد الشرقاوي البزيوي وعبد العالم دينية وبوعبيد البرازي ومصطفى الحر ولحسن حداد وجمال الحجام وعبد الكريم جلال ويهودا العنكري ومحمد التهامي الحراق ومحمد  السموني وفؤاد سويبة وفاطمة الزهراء تابع ومحمد التويجر ومحمد ازريعة.


وأشرف على الإدارة التقنية كمال الحصيني فيما تكلف بالإدارة الفنية والرسم محمد بن لحسن وياسين بن لحسن.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الخميس 21 مارس 2024
في نفس الركن