أخبار بلا حدود

إدارة ترامب تراجع تمويلها العسكري للحرب في أوكرانيا وتدفع نحو اتفاق سلام مع كييف


شهد الموقف الأمريكي تجاه الحرب في أوكرانيا تحولًا واضحًا خلال الأيام الأخيرة بعدما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس دونالد ترامب اتخذ قرارًا بوقف التمويل المباشر للحرب، معتبرة أن الإدارة تعمل على إعادة صياغة الدور الأمريكي في هذا الصراع المستمر منذ سنوات. وأوضحت ليفيت أن واشنطن ما تزال تواصل بيع الأسلحة لحلف شمال الأطلسي، لكنها ترى أن استمرار هذا النهج بشكل غير محدود لم يعد مطروحًا، وأن الرئيس يتجه نحو مقاربة جديدة تقوم على تقليص الانخراط المالي والعسكري المباشر.



وشددت ليفيت على أن الهدف الأساسي للإدارة الحالية هو وضع حد للحرب، مشيرة إلى أن ترامب يرغب في الدفع نحو حل سياسي يجنب الولايات المتحدة مزيدًا من التورط. وكشفت أن الرئيس يتعامل مع الملف الأوكراني باعتباره فرصة لإبرام "صفقة" توقف النزيف وتفتح الطريق أمام تسوية دائمة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية والمالية التي تراكمت نتيجة استمرار الصراع.
 

وجاءت هذه التصريحات بعد اجتماع مهم في جنيف جمع وفدًا أمريكيًا رفيع المستوى بمسؤولين أوكرانيين لمناقشة خطة السلام التي طرحتها واشنطن. وقد وصفت ليفيت هذه المحادثات بأنها كانت "مثمرة للغاية"، رغم إقرارها بوجود بعض النقاط التي ما تزال محل خلاف بين الجانبين، خصوصًا ما يتعلق بترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار والضمانات الأمنية.
 

وتحدثت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن أجواء إيجابية هيمنت على لقاء جنيف، مؤكدة أن الطرفين نجحا في تحقيق تقدم ملموس، وهو ما اعتبرته مؤشرًا على إمكانية فتح صفحة جديدة في العلاقة بين واشنطن وكييف. وأضافت أن الجهود الأمريكية تركز اليوم على بناء توافقات تسمح بإطلاق عملية سلام متوازنة تراعي مصالح جميع الأطراف.
 

ولفتت ليفيت إلى أن ترامب ينظر بتفاؤل إلى إمكانية إنهاء الأزمة عبر اتفاق شامل، وإن كانت الإدارة تعترف بأن الطريق ما يزال يتطلب الكثير من المفاوضات. وأكدت أن واشنطن ستستمر في لعب دور الوسيط النشيط، دون أن تتحمل أعباء عسكرية أو مالية لا نهاية لها، في خطوة تعكس رغبة الإدارة في إعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية عالميًا.
 

ويبدو أن واشنطن تسعى من خلال هذه الاستراتيجية الجديدة إلى تخفيف التزاماتها المباشرة في الحرب، مع الاحتفاظ بدورها داخل حلف الناتو، والبحث عن توازن بين دعم الحلفاء ومصالحها الوطنية. وتعكس تصريحات ليفيت مسارًا أمريكيًا جديدًا قد يفتح الباب لتحولات مهمة في مشهد الحرب الأوكرانية خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا نجحت الجهود الدبلوماسية في تحويل "التقدم الملموس" إلى اتفاق فعلي


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 25 نونبر 2025
في نفس الركن