حياتنا

أهمية النوم الجيد للأطفال قبل العودة إلى المدرسة: نصائح أكاديمية لتحسين التحصيل الدراسي


مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم تحذيرات هامة حول تأثير النوم الجيد على صحة الأطفال النفسية والجسدية، وكذلك على أدائهم الدراسي. إذ أكدت الأكاديمية أن النوم يلعب دوراً مهماً في قدرة الأطفال على التركيز واستيعاب المعلومات بشكل أفضل، مما يساهم في تحسين التحصيل الدراسي والحصول على درجات عالية.



تأثير قلة النوم على التحصيل الدراسي
النوم الجيد ليس مجرد حاجة فسيولوجية بل هو عامل أساسي لضمان أداء عقلي وجسدي سليم، خاصة للأطفال في سن الدراسة. وتشير الأكاديمية إلى أن قلة النوم تؤدي إلى انخفاض مستوى الطاقة لدى الأطفال، مما يعطل قدرتهم على التفاعل مع الدروس. كما أن اعتلال المزاج الناتج عن قلة النوم يؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي مع زملائهم والمعلمين، مما قد يؤثر في النهاية على درجاتهم في المدرسة.

إذا لم يحصل الأطفال على قسط كافٍ من الراحة خلال الليل، قد يعانون من النعاس المستمر في النهار، مما يؤثر في تركيزهم وحماسهم للدراسة. وهذا يمكن أن يُعيق قدرتهم على فهم المواد الدراسية ومتابعة الدروس بشكل جيد، مما يؤدي إلى تراجع تحصيلهم الدراسي.

ضرورة التحول إلى عادات نوم صحية مع اقتراب العام الدراسي
أشارت الأكاديمية الأمريكية لطب النوم إلى ضرورة أن يتخلص الأطفال من عادات الصيف قبل العودة إلى المدرسة، مثل السهر مع الأصدقاء أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي قبل النوم. هذه العادات التي قد تكون مرنة خلال العطلات الصيفية يمكن أن تشكل عقبة كبيرة في العودة إلى نظام نوم منتظم وصحي في بداية العام الدراسي.

وبحسب الأكاديمية، يمكن أن يساعد الانتقال المبكر إلى عادات نوم صحية في إعادة ضبط الساعة البيولوجية للأطفال، مما يتيح لهم الاستعداد الجيد للعام الدراسي. وأوضحت الأكاديمية أن من أهم هذه العادات هي تحديد وقت ثابت للخلود إلى النوم والاستيقاظ في نفس الوقت يومياً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.

مدة النوم المناسبة للأطفال والمراهقين
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب النوم بأن يحصل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاماً على 9 إلى 12 ساعة من النوم كل ليلة. أما بالنسبة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، فيجب أن يناموا 8 إلى 10 ساعات يومياً للحصول على أفضل أداء عقلي وجسدي.

تسهم الراحة الكافية في دعم قدرة الأطفال والمراهقين على التعلم وحل المشكلات. كما أن النوم الجيد يعزز قدرتهم على التفاعل الاجتماعي، ويجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع البيئة المدرسية ومواجهة التحديات اليومية التي قد يواجهونها.

الميلاتونين والنوم الجيد
من المعروف أن بعض الأطفال يعانون من صعوبة في الاستغراق في النوم بسبب العديد من العوامل مثل التوتر أو اضطراب الساعة البيولوجية. في مثل هذه الحالات، قد يفكر بعض الآباء في إعطاء أطفالهم الميلاتونين، وهو هرمون يساعد على تنظيم دورة النوم. لكن الأكاديمية الأمريكية لطب النوم تحذر من أن إعطاء الميلاتونين للأطفال يجب أن يتم فقط بعد استشارة الطبيب.

يُفضل أن يعتمد الأطفال على الطرق الطبيعية للحصول على نوم جيد، مثل ممارسة الأنشطة البدنية خلال النهار، تجنب تناول الأطعمة الثقيلة قبل النوم، والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية التي تصدر الضوء الأزرق الذي قد يعيق النوم.

نصائح للآباء
الالتزام بوقت نوم ثابت: من المهم أن يحدد الآباء وقتاً ثابتاً للنوم والاستيقاظ يومياً، بما في ذلك في عطلات نهاية الأسبوع، وذلك لتنظيم الساعة البيولوجية للأطفال.

تحديد بيئة نوم هادئة: يجب أن تكون غرفة النوم هادئة و مظلمة و باردة قليلاً، حيث تساعد هذه الظروف في تعزيز النوم العميق والمريح.

تقليل وقت الشاشة قبل النوم: يجب أن يتجنب الأطفال استخدام الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية قبل النوم بساعة على الأقل، حيث أن الضوء الأزرق من الشاشات يمكن أن يعرقل إفراز هرمون الميلاتونين الطبيعي.

النوم الجيد ليس فقط عن الراحة، بل هو حجر الزاوية لأداء الأطفال الدراسي والنفسي. على الرغم من أن العودة إلى النظام الدراسي قد تكون مقلقة للأطفال في البداية، إلا أن تبني عادات نوم صحية مبكرة سيساعدهم على التكيف بسرعة مع الروتين المدرسي وزيادة تركيزهم وأدائهم في المدرسة. فبالحصول على الراحة الكافية، سيتمكن الأطفال من مواجهة تحديات العام الدراسي الجديد بثقة وطاقة.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 19 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن