جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر العاشر لهيئة الخبراء المحاسبين، الذي نظم تحت شعار “الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والمواهب: الاستراتيجية الرابحة”، حيث أبرزت الوزيرة أن الذكاء الاصطناعي يغير بالفعل ملامح المهنة، لكونه يمكّن من معالجة الفواتير والوثائق المحاسبية بطريقة آلية باستخدام تقنيات التعرف البصري على الحروف وخوارزميات التعلم الآلي، ما يحرر الخبراء من المهام الروتينية ويتيح لهم التركيز على الاستشارة الاستراتيجية وتحليل الأداء واتخاذ القرارات المبنية على البيانات.
وشددت السغروشني على أن المملكة حققت تقدمًا ملموسًا في هذا المجال، عبر إطلاق المرحلة الأولى لشبكة الجيل الخامس (5G) على الصعيد الوطني بتاريخ 7 نونبر الجاري، بعد استكمال جميع التحضيرات التقنية والقانونية، ما يعزز مكانة المغرب كفاعل رئيسي في مجال الخدمات الرقمية على المستويين الإفريقي والإقليمي. وأضافت أن الرقمنة تمهد الطريق أمام الابتكار، لكن إدماج الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم حاجة ملحة لتحديث الخدمات الحكومية والمهنية وتلبية توقعات المواطنين.
وأوضحت الوزيرة أن المغرب أطلق عدة مبادرات مهيكلة لدعم التحول الرقمي المستدام، من بينها إنشاء “قطب المغرب الرقمي من أجل التنمية المستدامة” بشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالإضافة إلى تنظيم المناظرات الوطنية حول الذكاء الاصطناعي في يوليوز الماضي، والتي أسست لخارطة طريق وطنية مبنية على الثقة والشفافية والنجاعة. كما أشارت إلى إنشاء “معهد الجزري”، الذي يجمع الباحثين والشركات الناشئة والمؤسسات بهدف تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة للصالح العام، والعمل على إنشاء مديرية خاصة بالذكاء الاصطناعي داخل الوزارة.
وفي جانب الاستدامة، أكدت الوزيرة أن تحقيقها أصبح شرطًا أساسيًا للولوج إلى الأسواق الدولية، مما يفرض على المقاولات والمكاتب المحاسبية التوفيق بين الأداء الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية والبيئية، مع تعزيز القيم الأخلاقية في ممارسة المهنة.
من جانبه، قال رئيس هيئة الخبراء المحاسبين، فيصل مكوار، إن المؤتمر العاشر يمثل مرحلة حاسمة في مسار المهنة، مؤكداً أن الخبراء المحاسبين مدعوون للانخراط الكامل في دينامية التحديث الوطني، وأن الذكاء الاصطناعي والمواهب والاستدامة أعادت تعريف أدوار المهنة والاقتصاد الوطني، مشدداً على أن “التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسان، لا أن تحل محله”.
وشهد المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات البارزة في مهنة الخبرة المحاسبية، حيث مُنحت جوائز فئة “رواد الهيئة” لكل من حماد جوهري، العربي العوفير، عزيز بيداح، ميلود ستوتي، وسمير أكومي. كما آلت جائزة المساهمة المتميزة في تكوين الخبراء المحاسبين إلى صوفيا جسوس، بينما نالت ليلى الأندلسي جائزة “الخبيرة الملتزمة بخدمة المهنة”