وجاء هذا الإعلان في بيان رسمي عقب لقاء جمع وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، على هامش مشاركتهما في المؤتمر الرابع للدبلوماسية النسوية المنعقد في باريس. وقد شكل هذا اللقاء فرصة لتعزيز الحوار السياسي بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب استعراض سبل تطوير التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأكدت الخارجية الإسبانية في بيانها أن العلاقات بين مدريد والرباط تتسم بالقوة والعمق التاريخي، كما تعكسها الأرقام القياسية للتبادل التجاري الذي سجل نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، فضلاً عن التعاون النموذجي في مجالات الأمن وإدارة الهجرة، حيث يعتبر المغرب شريكاً أساسياً لإسبانيا في مواجهة التحديات المشتركة المتعلقة بالهجرة غير النظامية ومكافحة الجريمة المنظمة.
وأوضح ألباريس، عبر حسابه الرسمي على شبكات التواصل الاجتماعي، مرفقاً بصورة للقاء، أن المحادثات ركزت على تعزيز الصداقة والتعاون الممتاز بين البلدين، والتي بلغت أوجها حالياً، مؤكداً أن هذا المستوى من التعاون ضروري لتعزيز مصالح البلدين المشتركة في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية. وأشار الوزير الإسباني إلى أن التعاون مع المغرب يمثل دعامة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأن تعزيز هذه الشراكة يعود بالنفع على شعبي البلدين ويزيد من فرص التنمية المشتركة.
وأضاف البيان أن التعاون بين البلدين يتجاوز الأبعاد الاقتصادية والسياسية ليشمل مجالات ثقافية واجتماعية، مشيراً إلى المبادرات المشتركة في قطاع التعليم، وتبادل الخبرات في المجالات العلمية والتكنولوجية، فضلاً عن دعم المشاريع التنموية التي تخدم المجتمعات المحلية على جانبي الحدود. كما شددت الخارجية على أن هذه العلاقات المتينة تمثل نموذجاً يحتذى به في المنطقة، وتبرز مدى الرغبة المشتركة في بناء شراكة استراتيجية طويلة الأمد.
وختم البيان بالتأكيد على التزام مدريد بالاستمرار في تطوير هذا التعاون، مع التركيز على تعزيز القنوات الدبلوماسية المفتوحة، وتشجيع المبادرات المشتركة التي تعزز التفاهم وتقوي الروابط بين البلدين، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.