استطاعت أسماء على مدى سنوات من العطاء أن تصنع لنفسها هوية غنائية متفرّدة، تمزج فيها بين الأصالة المغربية والتجديد الموسيقي، ما منحها قاعدة جماهيرية عريضة داخل المغرب وخارجه. فهي فنانة اختارت أن تنتمي إلى روح الفن، وليس فقط إلى سوقه، فكان لا بدّ أن تجد مكانها في قلوب الملايين وفي مقدمة التكريمات الفنية الرفيعة.
التتويج بجائزة دولية بهذا الحجم لا يكرّس نجاحًا فرديًا فحسب، بل يعكس أيضًا الدينامية المتصاعدة للأغنية المغربية في الفضاء العربي والدولي. فقد صار حضور الفنانين المغاربة في التظاهرات العالمية مرادفًا للتميز والجودة، وأسماء لمنور واحدة من أبرز سفراء هذا الحضور. إنها لحظة تتجاوز الفرد لتعبّر عن مسار فني جماعي يتطور بثقة نحو العالمية.
لقد دأبت أسماء منذ بدايتها على انتقاء كلماتها بعناية وعلى الغوص في ألحان تجمع بين الحداثة والطرب الأصيل، ما منح أعمالها طابعًا إنسانيًا يلامس الوجدان. وهذا ما يفسر تعلق جمهورها بها، سواء في المغرب أو في المشرق العربي، وكذلك تفاعل جمهور دولي لا تشاركه معها اللغة ولكن يجمعه بها الإحساس.
ولأن الفن قادر على تجاوز الفوارق الثقافية واللغوية، فإن أسماء بصوتها العذب وأدائها النقي نجحت في بناء جسر من التأثير الصادق بين ثقافتها المحلية والذائقة العالمية، لتصبح نموذجًا للفنان الذي يوصل رسالة بلاده برقيّ وإبداع، ويجعل من كل أغنية بصمة تعبيرية تستحق الاحتفاء.
بهذا التتويج، تثبت أسماء لمنور مرة أخرى أن الالتزام الفني، حين يقترن بالطموح والاحتراف، لا بد أن يفتح أبواب التميز والعالمية. فهي ليست فقط صوتًا مغربيًا متميزًا، بل رمز فني يفتخر به العالم العربي بأسره