أخبار بلا حدود

أزمة غزة: بين حصار الاحتلال وشبح المجاعة


في اليوم الـ668 من حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، فضلاً عن تفشي المجاعة التي أودت بحياة 175 فلسطينيًا حتى الآن، بينهم 6 شهداء جدد جراء الجوع.



انعدام الأمن المائي
وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن 96% من الأسر في غزة تواجه انعدام الأمن المائي، بينما 90% من السكان غير قادرين على الوصول إلى مياه الشرب. كما أن ثلاثة من كل أربعة غزيين يواجهون صعوبات في استخدام دورات المياه، مما يعكس انهيارًا شبه كامل لقطاعات المياه والصرف الصحي في القطاع المحاصر.

الحصار الخانق
منذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر 2023، شددت إسرائيل حصارها على القطاع. وفي مارس الماضي، أغلقت جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع مؤشراتها إلى مستويات خطيرة. هذا الحصار يهدف إلى تجويع السكان كوسيلة للضغط السياسي والعسكري، وهو ما يُعتبر جريمة حرب وفقًا للقوانين الدولية.

شبح المجاعة
بات شبح المجاعة يخيم على أهالي غزة، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية نتيجة الحصار. مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حذر من أن الوضع في القطاع أصبح كارثيًا، مع تزايد أعداد الضحايا يومًا بعد يوم. هذه الأزمة الإنسانية تؤكد أن سكان غزة يواجهون حربًا مزدوجة، تجمع بين القصف والتجويع.

مسؤولية المجتمع الدولي
على الرغم من التحذيرات المتكررة من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات فعالة لإنهاء الحصار وإنقاذ سكان غزة من الكارثة الإنسانية التي يعيشونها. الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم يزيد من معاناة الفلسطينيين ويشجع الاحتلال على مواصلة سياساته القمعية.

أزمة غزة ليست مجرد قضية إنسانية، بل هي جريمة مستمرة تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لإنهاء الحصار ووقف الإبادة الجماعية. مع استمرار تدهور الأوضاع، يبقى الأمل في أن تستيقظ ضمائر العالم لإنقاذ سكان القطاع من شبح المجاعة والموت البطيء الذي يواجهونه يوميًا.

سارة البوفي كاتبة وصحفية بالمؤسسة الإعلامية الرسالة… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الاثنين 4 أغسطس/أوت 2025
في نفس الركن