ووفق مصادر مقربة من العائلة، فإن الأطباء أوضحوا أن زراعة الكبد هي الخيار الوحيد لإنقاذ حياة الفنان، مما دفع عائلته إلى إطلاق نداءات استغاثة بحثًا عن متبرع حي بجزء من الكبد. هذا النداء الإنساني لقي تفاعلًا سريعًا من طرف عدد من الفنانين والإعلاميين، الذين لم يترددوا في التعبير عن تعاطفهم مع الشوبي، معتبرين أن ما يمر به اليوم ليس مجرد حالة صحية طارئة، بل لحظة مفصلية تستدعي تجند الجميع من أجل إنقاذ فنان أعطى الكثير للساحة الثقافية المغربية.
ومن أبرز الأصوات التي تعاطت مع الوضع، المخرج عبد السلام الكلاعي الذي كتب عبر صفحته الرسمية دعوة صادقة للتبرع، مؤكدًا أن الفنان محمد الشوبي "يواجه خطرًا حقيقيا"، وأن الوقت لا يرحم، مما يتطلب تحركًا سريعًا من كافة الجهات. كما أكد الفنان فهد بنشمسي على البعد الإنساني لهذه القضية، واعتبر أن التضامن في هذا السياق يجب أن يعلو فوق كل اعتبار، لأن الأمر يتعلق بإنقاذ حياة إنسان، وصوت مهم في المشهد الثقافي المغربي.
ويُعد محمد الشوبي من القامات الفنية البارزة في المغرب، إذ راكم تجربة فنية فريدة امتدت لعقود طويلة، تنقل فيها بسلاسة بين خشبة المسرح وعدسة السينما وشاشة التلفزيون. ومن خلال أدواره المتنوعة، جسد الشوبي قضايا المجتمع، ولامس هموم المواطن العادي، كما عُرف بمواقفه الصريحة والجريئة إزاء عدد من القضايا السياسية والاجتماعية، وهو ما جعله يحظى باحترام شريحة واسعة من الجمهور، وبتقدير خاص من النقاد والمشتغلين في المجال الفني.
التأثر الشعبي بالحالة الصحية للفنان الشوبي لم يقتصر على أهل الفن فقط، بل شمل جمهورًا واسعًا من المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين تقاسموا صوره وأعماله ورسائل الدعم والتمنيات بالشفاء، ما يعكس حجم الحب الذي يكنّه له المغاربة، ويُبرز المكانة التي يحتلها في الذاكرة الثقافية الوطنية.
وفي ظل حالة الترقب والقلق، لا تزال الجهود متواصلة للعثور على متبرع تتوافق مواصفاته الصحية مع متطلبات الزرع، وسط دعوات من فعاليات جمعوية وفنية إلى تسريع الإجراءات الطبية، والتجاوب مع النداء الإنساني، خصوصًا أن الوقت عامل حاسم في مثل هذه الحالات.
ويبقى الأمل معلقًا على تضامن المواطنين واستجابة أصحاب القلوب الرحيمة، في انتظار أن يتجاوز الفنان محمد الشوبي هذه المحنة، ويعود من جديد إلى جمهوره، الذي ينتظر ظهوره وابتسامته وأداؤه، كما عهدوه دائمًا، فنانًا بصوت مختلف، ووجهًا من وجوه الثقافة المغربية الأصيلة