ولم يقتصر العرض على التجارة فقط، بل تطرق أخنوش إلى حجم الاستثمارات الإسبانية بالمغرب، مشيراً إلى أن إسبانيا حافظت على موقعها كأحد أهم المستثمرين الأجانب في المملكة، حيث احتلت المرتبة الرابعة من حيث التدفقات الاستثمارية، مع تسجيل استثمارات بلغت نحو 150 مليون يورو خلال النصف الأول من سنة 2025، بارتفاع قياسي نسبته 64.5 في المائة مقارنة بالفترة السابقة. ويعكس هذا الرقم الثقة المتزايدة للمستثمرين الإسبان في السوق المغربية والفرص الواعدة التي يقدمها اقتصاد المملكة.
ودعا رئيس الحكومة الفاعلين الاقتصاديين الإسبان، من مختلف الأحجام، إلى الاستفادة من الميثاق الجديد للاستثمار الذي أطلقته الحكومة المغربية، والذي يوفر آليات دعم متعددة لتطوير المشاريع في قطاعات واعدة، مثل الهيدروجين الأخضر والأمونياك. وأكد أن المغرب يحرص على جذب الاستثمارات الاستراتيجية التي تساهم في تطوير التكنولوجيا المستدامة، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية متميزة في المنطقة.
وأشار أخنوش كذلك إلى مشاركة عدد من الفاعلين الإسبان ضمن مبادرات “عرض المغرب”، لتطوير مشاريع استراتيجية مستقبلية، ما يعكس الثقة المتزايدة في قدرة المغرب على توفير بيئة أعمال مستقرة وتنافسية، وتشجيع الابتكار والاستثمارات طويلة الأجل. ويعكس هذا التوجه الحرص على جعل الشراكة الاقتصادية بين المغرب وإسبانيا شاملة ومستدامة، وتستفيد منها مختلف القطاعات الاقتصادية.
ويأتي هذا العرض في سياق جملة من المؤشرات الاقتصادية التي تظهر النمو المتسارع للمبادلات التجارية والاستثمارية بين المغرب وإسبانيا، مما يعزز أبعاد التعاون الاقتصادي الاستراتيجي بين البلدين. ويؤكد التقرير العملي لرئيس الحكومة أن المغرب لا يسعى فقط إلى تعزيز موقعه الاقتصادي الإقليمي، بل يطمح إلى لعب دور محوري في الربط التجاري بين أوروبا وأفريقيا، من خلال تطوير شراكات مستدامة واستثمارات استراتيجية قادرة على تحقيق منافع متبادلة