وتتوزع هذه القدرة على ثلاث محطات شمسية في مناطق ابن جرير، فم تيزي، وأولاد فارس بخريبكة، حيث تعد محطة أولاد فارس حاليًا أكبر محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية قيد التشغيل في المغرب. وتمت عملية التشغيل بعد الانتهاء من الأعمال الهندسية والاختبارات التقنية خلال فصل الصيف، حيث وصلت المنشآت إلى طاقتها القصوى خلال فترات الذروة، ما يمثل خطوة مهمة ضمن مسار التحول الطاقي الذي تنخرط فيه مجموعة OCP.
وتسهم هذه المشاريع في تغطية جزء كبير من احتياجات الطاقة للمواقع المنجمية للمجموعة، كما تعزز من أمن الإمدادات ومرونة تشغيل المنشآت بفضل تكلفة إنتاج تنافسية تُقدر بحوالي 368 درهماً لكل ميغاواط ساعة. وتعتمد هذه المحطات على إطار قانوني منظم، يشمل رخصًا صادرة عن وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مع الالتزام بتوصيات الوكالة الوطنية لتنظيم الكهرباء، إضافة إلى اتفاقيات الربط والولوج مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لضمان نقل الطاقة المنتَجة عبر الشبكة الوطنية.
وتتيح هذه البنية استخدام الكهرباء النظيفة لتشغيل منشآت تحلية المياه التابعة لـ OCP Green Water، إلى جانب الوحدات الصناعية الاستراتيجية ضمن SBU Manufacturing وSPS وNutricrops، ما يعكس التكامل بين مشاريع الطاقة المتجددة والبنية الصناعية للمجموعة ويعزز كفاءتها التشغيلية.
واعتمدت OCP Green Energy في تنفيذ هذه المرحلة على مقاولات محلية مغربية في مختلف مراحل الهندسة والتصميم والتنفيذ، ما مكن من إتمام المشروع في الوقت المحدد وضمن الميزانية المرصودة، والتي بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 1.8 مليار درهم، وفق نموذج EPCM الذي يؤكد إشراك المنظومة الصناعية الوطنية في مشاريع كبرى.
ولم تقتصر المبادرة على الدعم المحلي فقط، بل شملت تمويلًا دوليًا نوعيًا، حيث قدمت مؤسسة التمويل الدولية IFC قرضًا بقيمة 100 مليون يورو، إلى جانب دعم من البنك الألماني KfW، وأول تمويل موجه للاستدامة من البنك الإفريقي للتنمية، بمساهمة Clean Technology Fund، ما يعكس الثقة الدولية في استراتيجية المجموعة الطاقية والتكنولوجية.
وتواصل مجموعة OCP بذلك ترسيخ مكانتها كرائدة في الانتقال نحو الطاقات المتجددة، معززة تنافسيتها واستدامة أنشطتها عبر مشاريع مبتكرة ومنشآت متطورة، تتيح لها تقليص الاعتماد على الطاقة التقليدية، وخفض البصمة الكربونية، وضمان الاستدامة الاقتصادية والبيئية لنشاطاتها الصناعية