وأكد أيمن لمغاري، رئيس مصلحة الحماية الاجتماعية والإحصائيات بالمديرية الإقليمية للفلاحة بتاوريرت، أن العملية مرت في ظروف إيجابية، وامتدت على مرحلتين أساسيتين: المرحلة الأولى شملت الإحصاء الدقيق للماشية لتحديد أعداد القطيع، فيما ركزت المرحلة الثانية على الترقيم باستخدام الحلقات التعريفية، بما يضمن متابعة دقيقة للحالة الصحية والعددية للقطعان على صعيد الإقليم.
وكشفت الإحصاءات أن الأغنام تمثل النسبة الأكبر من القطيع بإقليم تاوريرت، إذ تشكل 63٪ من إجمالي الحيوانات، تليها الماعز بنسبة 35٪، بينما تتوزع النسبة المتبقية (2٪) بين الأبقار والإبل. وأوضح المسؤول أن هذه النتائج تؤكد حيوية القطاع الرعوي المحلي، رغم التحديات المناخية وخصوصاً سنوات الجفاف المتتالية التي شكلت ضغطاً على مربي الماشية.
وأضاف لمغاري أن توقيت العملية يكتسي أهمية كبيرة، حيث ساهم في تشجيع المربين على الحفاظ على قطعانهم، وتمكينهم من تجاوز الصعوبات المرتبطة بنقص الأعلاف والموارد الغذائية، كما عزز الشعور بالاستقرار المهني لدى الكسابة في الإقليم.
ومن جهته، أبرز المستشار الفلاحي بمركز الاستشارة الفلاحية بالعيون سيدي ملوك، امبارك بلحاجيين، أن تدخلات المكتب الوطني للاستشارة الفلاحية شملت كل مراحل العملية، بدءاً من الإشراف على الإحصاء والترقيم، وصولاً إلى متابعة صرف الدعم المالي المباشر المخصص للمربين، مع تنظيم أيام تحسيسية ولقاءات تواصلية لتسهيل فهم الإجراءات الإدارية وآليات الاستفادة من الدعم.
وأكد بلحاجيين أن الدعم المقدم لا يقتصر على الجوانب المالية، بل يشمل التكوينات التقنية والمواكبة الميدانية المستمرة للكسابة، مع التركيز على تحسين جودة التغذية وضمان السلامة الصحية للماشية، مما يعزز قدرة المربين على مواجهة التحديات البيئية والمناخية.
ومن جانبه، أعرب أحد المربين المستفيدين عن امتنانه للدعم المباشر، مؤكداً أن المبادرة جاءت في وقت حاسم لتخفيف وطأة الجفاف وحماية القطعان، مثمناً العناية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وتوجيهاته السامية الرامية إلى دعم الفلاحين وضمان صمود قطاع تربية الماشية.
ويذكر أن وزارة الفلاحة أعلنت في 23 أكتوبر الماضي عن إطلاق عملية صرف الدعم المالي المباشر ضمن برنامج إعادة تكوين القطيع الوطني، المبني على نتائج الإحصاء الوطني للقطيع المنجز بين 26 يونيو و11 غشت 2025 على مستوى التراب الوطني، والذي يشمل جميع الحيوانات المرقمة ضمن الحلقات التعريفية. ويستفيد من هذا الدعم مباشرة مربي الأغنام والماعز، بهدف اقتناء الأعلاف والحفاظ على الإناث، وضمان استمرارية الإنتاج الحيواني الوطني بما يعزز الأمن الغذائي ويخدم التنمية القروية.