آخر الأخبار

35 ألف مقاولة رقمية و600 خدمة عمومية… السغروشني تكشف سرعة التحول الرقمي بالمغرب


في عرض يعكس التحول المتسارع الذي تعرفه الإدارة العمومية، كشفت أمل الفلاح السغروشني، الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، عن أرقام ودلالات تؤشر على انتقال فعلي من منطق التدبير التقليدي إلى منطق الخدمات الرقمية، مؤكدة أن مسار الرقمنة لم يعد مجرد خيار تقني، بل أصبح رافعة اقتصادية ومؤسساتية ساهمت، إلى حدود اليوم، في إحداث أزيد من 35 ألف مقاولة عبر المنصات الرقمية، دون الحاجة إلى المرور بالإجراءات الإدارية الكلاسيكية.



وأوضحت المسؤولة الحكومية، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يوم الاثنين ، أن المرجع الوطني للخدمات العمومية الرقمية يشكل اليوم خزانًا يضم أكثر من 600 خدمة رقمية، موزعة على مسارات متعددة، ويتم تطويرها في إطار تنسيق مؤسساتي يراعي القوانين الجاري بها العمل، خاصة تلك المرتبطة بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي والأمن السيبراني، بما يضمن ثقة المرتفقين وسلامة المعالجة الرقمية.
 

وفي السياق ذاته، أبرزت الوزيرة أن ما يفوق 120 خدمة رقمية، أي قرابة نصف المسارات المتاحة حاليًا، خضعت لعمليات الملاءمة القانونية والتنظيمية، بما يسمح بتأطير استعمال المعطيات الشخصية وتأمينها، مشددة على أن هذا الورش لا يزال مفتوحًا، ويتم تنزيله بشكل تدريجي ليشمل باقي الخدمات، وفق مقاربة توازن بين السرعة والجودة القانونية.
 

وبخصوص بوابة “إدارتي”، أكدت الفلاح السغروشني أن الوزارة منخرطة في مشروع هيكلي يروم توحيد نموذج معطيات المساطر والقرارات الإدارية، بهدف بناء قاعدة بيانات وطنية منسجمة، تشكل الأساس لتطوير حلول رقمية ذكية، من بينها روبوت محادثة قادر على مواكبة المرتفقين وتوجيههم، وتقديم أجوبة دقيقة مبنية على معطيات رسمية ومحينة.
 

وأضافت أن السنة الجارية عرفت إطلاق مشروع تجريبي شمل أزيد من 300 مسطرة ذات أولوية، وأسفر عن إحداث قاعدة بيانات موحدة، ساهمت في تحسين البحث الذكي، وتبسيط المساطر الإدارية، وتسريع وتيرة رقمنة الخدمات، بما ينعكس مباشرة على جودة العلاقة بين الإدارة والمواطن.
 

وعلى مستوى الرؤية المستقبلية، أعلنت الوزيرة أن شهر يناير المقبل سيشهد الكشف عن خارطة طريق الذكاء الاصطناعي “Maroc IA 2030″، باعتبارها إطارًا استراتيجيًا جديدًا لدعم التحول الرقمي، وترتكز أساسًا على إحداث الشبكة الوطنية لمراكز التميز، المعروفة بـ”معاهد الجزري”، والتي ستشكل بنية حاضنة للبحث والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي.
 

وأشارت إلى أن هذه الشبكة ستتعزز بإطلاق منصة التميز النواة لمعهد الجزري، المكلفة بالحكامة والتنسيق مع المعاهد الجهوية، بما يتيح توحيد الجهود، وتطوير البحث العلمي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحديث الإدارة العمومية، وضمان التشغيل البيني والانسجام الرقمي وفق معايير وطنية موحدة.
 

وختمت الوزيرة بالتأكيد على أن هذه الدينامية الرقمية انعكست إيجابًا على صورة المغرب دوليًا، حيث تمكن من تحسين ترتيبه بـ14 نقطة في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي لسنة 2025، محتلاً المرتبة 87 عالميًا، والثامنة إقليميًا على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مؤشر يعكس انتقال المغرب من مرحلة التجريب إلى مرحلة التموقع الرقمي


عائشة بوسكين صحافية خريجة المعهد العالي للإعلام… إعرف المزيد حول هذا الكاتب



الثلاثاء 30 دجنبر 2025
في نفس الركن