كتاب الرأي

الفخر العربي الإفريقي




أبو رؤى

نحن جيل لم نعرف من كرة القدم المغربية سوى ربع النهائي 
ميكسيكو  1986.
الظلمي ، وكريمو ، والحداوي ، وبودربالة ، والزاكي 
كان يبدو لنا بادو الزاكي أطول من حواجز الشبكة التي يحرسها .

لم نظن أن حارساً آخر سيأتي بنفس قامته وبداهته
الحقيقة أننا حلمنا كثيراً بحراس مرمى بقامة الزاكي
وحلمنا كثيراً أيضاً بجمالية اللعب فوق العشب
لماذا لم ننجب كرويف ؟ أو مارادونا ؟ أو بيليه ؟
لم يكن آنئذ ذكر لميسي ونيمار ورونالدو
وكبرت خيباتنا منذ العربي بنمبارك والظلمي والحداوي والتيمومي 
كبرت الخيبات ، لكنها اليوم وهنت
وهنت الخيبات مع راس الأفوكادو.
راس الأفوكادو كان دينامو حياً لانبعاث الفينيق من رماده
راس الأفوكادو كان قائدنا إلى نصف النهائي الذي لم يحلم به قط منتخب عربي أو إفريقي
فإذا بالنصف نهائي عربي وإفريقي معاً
بلغنا نصف النهائي ، أجل
مجرد حظ ؟
لا ، مجرد النية؟ لا .
بل اشتغال .
أولا ، اشتغال على مستوى التقنية 
فالكرة المتداولة بين زياش وحكيمي لم تكن مجرد حظاً
بل مناورة تذكّر جيلنا بأولائك الكبار ، كبار السبعينات والثمانينات
والروح القتالية التي تصدى بها أمرابط للكرات في خط الدفاع لم تكن مجرد نية
كتب المنتخب المغربي اليوم حضوره في تاريخ كأس العالم
أول منتخب عربي إفريقي يصل إلى نصف النهاية منذ إحداث الكأس عام 1930
وثانياً ، اشتغال على مستوى العاطفة .

وليد الركراكي كان عبقرياً في هذا الاشتغال أكثر منه في الاشتغال الأول
فإذا كان الاشتغال التقني يعتمد على الدفاع بدل الهجوم ، وهذا ما قد يوفره تقنياً أي مدرب لفريقه ، فإن الاشتغال العاطفي كان استثنائياً .

لم يكن اسثنائياً على المستوى العالمي فقط ، وإنما أيضاً على المستوى الوطني المحلي
وليد الركراكي لم يطلب راتباً أكبر من راتب سلفه ، مثلما يطلب دائما المدربون … وقد منحنا الكثير من الأموال العامة لمدربين سفاكي دماء بدون نتيجة .
وليد الركراكي أشاع روح المحبة في فريقه ، واستدعى المغضوب عليهم … ومعياره في كل ذلك : الكفاءة أولا، والكفاءة ثانياً ، والكفاءة عاشراً
ولا مجال للحزازات التافهة
إنه الفريق
وفي هذا الفريق استطعنا أن نبصر بريق نجومه ، من زياش وحكيمي ، إلى النصيري وأوناحي وأمرابط ، وصولا إلى حارس قلب المغرب والمغاربة : ياسين بونو.

نحن جيل لم نعرف من كرة القدم المغربية سوى ربع النهائي.
ميكسيكو 1986.
الظلمي ، وكريمو ، والحداوي ، وبودربالة ، والزاكي
كان يبدو لنا بادو الزاكي أطول من حواجز الشبكة التي يحرسها
لم نظن أن حارساً آخر سيأتي بنفس قامته وبداهته
الحقيقة أننا حلمنا كثيراً بحراس مرمى بقامة الزاكي
وهذا هو ياسين بونو يحقق الحلم بعد ستة وثلاثين عاماً
لكن الركراكي أطول قامة من المهدي فاريا رحمه الله 

دمتم على حلم

المصدر : مجلة فرح 




الاثنين 19 ديسمبر 2022

              

تعليمات خاصة بركن «الرأي الحر / ضيوف المنبر / نبض القلم / بلاغات صحفية »
 
الغاية
هذا الركن مفتوح أمام المتصفحين وضيوف الجريدة للتعبير عن آرائهم في المواضيع التي يختارونها، شرط أن تظل الكتابات منسجمة مع الخط التحريري وميثاق النشر الخاص بـ L’ODJ.

المتابعة والتحرير
جميع المواد تمر عبر فريق التحرير في موقع lodj.ma، الذي يتكفل بمتابعة المقالات وضمان انسجامها مع الميثاق قبل نشرها.

المسؤولية
صاحب المقال هو المسؤول الوحيد عن مضمون ما يكتبه. هيئة التحرير لا تتحمل أي تبعات قانونية أو معنوية مرتبطة بما ينشر في هذا الركن.

الممنوعات
لن يتم نشر أي محتوى يتضمن سبّاً أو قدحاً أو تهديداً أو ألفاظاً خادشة للحياء، أو ما يمكن أن يشكل خرقاً للقوانين المعمول بها.
كما يُرفض أي خطاب يحمل تمييزاً عنصرياً أو تحقيراً على أساس الجنس أو الدين أو الأصل أو الميول.

الأمانة الفكرية
السرقات الأدبية أو النقل دون إشارة للمصدر مرفوضة بشكل قاطع، وأي نص يتبين أنه منسوخ سيتم استبعاده.


















Buy cheap website traffic