كتاب الرأي

البرلمان الأوروبي ..... والحجاب و صناعة الماكياج


رغبة الانعتاق
رمال ضياع متحركة تتعقب صمود الأمل



علي تونسي

 يذكرني القرار الحالي المتشنج الصادر عن البرلمان الأوروبي بإدانة المغرب حقوقيا و التدخل في سيادته القضائية و شؤونه الداخلية بالزوبعة الإعلامية تي أثارتها وسائل الاتصال السمعي البصري و الورقي الرسمية الفرنسية و الأوروبية فيما سبق عن الحجاب و التضييق على النساء و الفتيات  المسلمات في المدارس و الأماكن العمومية بالتدخل في حريتهن و محاولة إخضاعهن لقرارات نزع الحجاب الجائرة . 



لا لشيء فقط لأن حجاب المرأة ، بغض النظر عن خلفياته الدينية ، بالنسبة لفرنسا و من خلالها كل البلدان الصناعية المعولمة باقتصاد السوق الليبرالي الإمبريالي المتوحش ، ليس فقط مسألة حرية و مساواة إنما هو ( الحجاب ) في الواقع الخفي حصار و مقاطعة تلقائية لكل الصناعات التجميلية الموجهة للمرأة و التي تدر أرباحا خيالية على الشركات العالمية المتخصصة و على رأسها ( منتوجات التزيين و الماكياج و ما يترتب عنها من طلبيات على الحلي و ملابس المودا و تسريحات الشعر بما تستلزم من صناعة أدوات الحلالقة و شامبوهات و أصباغ ، إلى آخره من الصناعات المرتبطة و المتسلسلة الإنتاج...   ) لمصانع فرنسية مشهورة عالميا تغرق جميع أسواق بلدان المعمور و تؤثر على منظومة القيم الأخلاقية للأجيال الحالية و المستقبلية...



 و يمكننا أيضا مراجعة صورة المجتمعات الأوروبية و شكل و لباس و الاهتمامات المظهرية  لنسائها قبل و إبان الثورتين الصناعية و البرجوازية المؤطرتين بالعلمانية و فصل الدين المسيحي الكنيسي عن السلطة ( بكل أبعادها السياسية، الثقافية ،  الصناعية  الاقتصادية و الاجتماعية ،... ) و مقارنتها بالكيفية التي أصبحت عليها صورة المرأة حاليا بكل زخمها الأيديولوجي  سيتبين لنا جليا العلاقة الوطيدة  بين الحجاب و الاقتصاد في مجال الصناعات التجميلية برمتها و شكل و نوعية اللباس  (  المودا )  للمرأة ( المعاصرة ) . و كذا الشعارات و الاختيارات السياسية و الاستغلال الإعلامي الفاضح للمرأة في الدعاية و الإشهار السياسي و التجاري و السياحي ...


و كذلك الشأن الآن مع قرار البرلمان الأوروبي الذي في ظاهره يدين المغرب و يتحجج عليه بمساسه بحقوق الإنسان و التضييق على الصحافيين و سجنهم. في حين أن ما خفي من خلفيات هذا القرار هو أن المصالح الاستعمارية الأوروبية في  القارة الإفريقية تضررت بالمواقف التحررية للمغرب و إقلاعه التنموي و الاقتصادي بتنويع و تعدد شراكاته على قاعدة رابح رابح عبر مختلف دول و جهات العالم الأرحب خارج الدائرة الاستعماريةالوروبية القديمة .

متعة أحلام المنى.. 
على ضفاف أرق.. 
أسيرة أطياف ماض بهيم 
.                                   




الخميس 26 يناير 2023

              

تعليمات خاصة بركن «الرأي الحر / ضيوف المنبر / نبض القلم / بلاغات صحفية »
 
الغاية
هذا الركن مفتوح أمام المتصفحين وضيوف الجريدة للتعبير عن آرائهم في المواضيع التي يختارونها، شرط أن تظل الكتابات منسجمة مع الخط التحريري وميثاق النشر الخاص بـ L’ODJ.

المتابعة والتحرير
جميع المواد تمر عبر فريق التحرير في موقع lodj.ma، الذي يتكفل بمتابعة المقالات وضمان انسجامها مع الميثاق قبل نشرها.

المسؤولية
صاحب المقال هو المسؤول الوحيد عن مضمون ما يكتبه. هيئة التحرير لا تتحمل أي تبعات قانونية أو معنوية مرتبطة بما ينشر في هذا الركن.

الممنوعات
لن يتم نشر أي محتوى يتضمن سبّاً أو قدحاً أو تهديداً أو ألفاظاً خادشة للحياء، أو ما يمكن أن يشكل خرقاً للقوانين المعمول بها.
كما يُرفض أي خطاب يحمل تمييزاً عنصرياً أو تحقيراً على أساس الجنس أو الدين أو الأصل أو الميول.

الأمانة الفكرية
السرقات الأدبية أو النقل دون إشارة للمصدر مرفوضة بشكل قاطع، وأي نص يتبين أنه منسوخ سيتم استبعاده.


















Buy cheap website traffic