كتاب الرأي

يا شباب العالم!


إن الحزن، الذي لا خيار لنا فيه على وزن حوار الصم الاجتماعي و للسياسي، بحر صاخب، عتو موجه يهز مراكب الوجود فينا و يثير احاسيسنا العميقة للإبحار ضد الخنوع و الإستسلام نحو لحظات فرح نادرة و صدفات سعادة غير مكتملة... و هكذا ذواليك تتعاقب السنوات و الإنتخابات و التناقضات و الإنتظارات و الإحتجاجات الى لا شيء غير مزيد من الانتظار...



 تمسكوا يا شباب بقيم الوطنية و الإنسانية و بحقوقكم و واجباتكم  الدستورية و انخرطوا جميعا و بكثافة في المعترف بها رسميا في بلدانكم من تنظيمات حزابية و نقابية و جمعيات المجتمع المدني الحقوقية و الثقافية و العلمية و الفنية و الرياضية،... كل حسب اختياره و توجهه، و كونوا فاعلين منتجين بآرائكم و نقاشاتكم و شاركوا في بناء المستقبل كل من موقعه و إمكانياته الفكرية و الثقافية و التقنية،... ( طلبة أو موظفين أو  أجراء أو أطر تقنية و مهنيين،... ) و لا تكونوا مستهلكين بدون اختيار حر و نقد عقلاني موضوعي، ساهموا في الرفع من منسوب الوعي الفكري و السياسي و الحقوقي في أوساطكم الاجتماعية بالحواضر و القرى...

و أعدوا العدة للتغيرات المهنية التكنولوجية الرقمية القادمة بانتفاء الحالية و انزلاقها إلى أن تصبح أثار أطلال ماضية كرها لا اختيارا في جميع المجالات الصناعية و الفلاحية و العمرانية و الصحية و التعليمية و القانونية،... و ذلك بالتركيز في مواصلة التكوين الشخصي على  اللغات و مجالات الإعلاميات و الرقمنة.

إما التاريخ المدون عن الماضي فهو معطى مادي بين أيدينا فليس مطلوبا تصديقه أو تكذيبه إنما دراسته بالتحليل و النقد و الحفر الأركيولوجي للبحث فيما بين السطور و فيما وراء الخبر. اقتداء بمبدع علم العمران / علم الاجتماع عبد الرحمان إبن خلدون.

 أما التاريخ المستقبلي فمسؤولية بناء صرحه تعود للحاضر المعاين و المشهود. فتصبح ملكيته إرثا للأجيال القادمة...
. فما تكاد دائرة ضمئ تغلق حتى تتوالد الدوائر متواترة لبلوغ كمال يزداد بعدا كلما اقتربنا إيهاما إليه...

 علي تونسي




الأربعاء 22 يناير 2025
في نفس الركن