بقلم: الدكتور محمد بوفتاس
ما ميّز عرض نوستالجيا 2025 ليس فقط موضوعه الأخّاذ الذي استدعى الماضي بروح معاصرة، بل أيضاً طريقة تقديمه المتقنة التي جمعت بين البساطة الفنية والعمق الرمزي. لقد كان العرض بمثابة دعوة مفتوحة إلى السفر في الزمن، لا من باب الحنين المبتذل، بل من أجل مساءلة اللحظات التأسيسية التي صنعت هويتنا، وتشكّلت فيها ذاكرتنا الثقافية والاجتماعية.
ولعل سرّ نجاح هذا العمل الباهر يكمن في الرؤية الإخراجية الثاقبة التي قدّمها المخرج المسرحي المتألق أمين ناسور، الذي استطاع أن ينسج خيوط العرض بحساسية بصرية عالية، ووعي درامي دقيق، وحس إبداعي يزاوج بين الشعرية المسرحية والوضوح التعبيري. لقد أكّد ناسور، مرة أخرى، أنه من الأسماء التي تشتغل على المسرح لا كفرجة فقط، بل كأداة تفكير وتغيير ومصالحة مع الذات.
ويستحق طاقم الممثلين دون استثناء كل الثناء والتنويه، لما قدّموه من أداء مفعم بالصدق والانضباط. كلّ شخصية في العرض كانت حاضرة بقوة، مشحونة بطاقتها الخاصة، منسجمة تماماً مع الجو العام للعمل. لم يكن الأمر مجرد تقمص أدوار، بل كان نوعاً من استدعاء وجداني لشخصيات وسياقات تعيش فينا، وكأن الممثلين وضعوا أنفسهم جسراً بين الذاكرة والمسرح.
ولا يمكن أن يمرّ هذا النجاح دون الإشادة بالطاقم التقني الذي اشتغل في صمت وإتقان. الإضاءة، السينوغرافيا، المؤثرات الصوتية والبصرية، الملابس، إدارة الخشبة... كلها عناصر تكاملت في تناغم فني بديع، ما يؤكد أن العمل المسرحي الناجح هو ثمرة مجهود جماعي، تشترك فيه العقول والقلوب والأيادي.
نوستالجيا 2025 ليس فقط عرضاً مسرحياً ناجحاً، بل هو علامة فارقة في الموسم المسرحي، وتجربة إنسانية وجمالية تستحق أن تدرس وتُعاد. لقد استطاع هذا العمل أن يجعل من الماضي نافذة للحاضر، ومن الذكرى جسراً نحو فهم الذات الجماعية بكل تناقضاتها ومآسيها وأحلامها.
إن ما عشناه في هذا العرض هو لحظة امتنان للفن، وللمسرح، وللأسماء التي لا تزال تؤمن بأن الخشبة ليست للفرجة فقط، بل أيضاً للحياة والتأمل والتغيير.
ولعل سرّ نجاح هذا العمل الباهر يكمن في الرؤية الإخراجية الثاقبة التي قدّمها المخرج المسرحي المتألق أمين ناسور، الذي استطاع أن ينسج خيوط العرض بحساسية بصرية عالية، ووعي درامي دقيق، وحس إبداعي يزاوج بين الشعرية المسرحية والوضوح التعبيري. لقد أكّد ناسور، مرة أخرى، أنه من الأسماء التي تشتغل على المسرح لا كفرجة فقط، بل كأداة تفكير وتغيير ومصالحة مع الذات.
ويستحق طاقم الممثلين دون استثناء كل الثناء والتنويه، لما قدّموه من أداء مفعم بالصدق والانضباط. كلّ شخصية في العرض كانت حاضرة بقوة، مشحونة بطاقتها الخاصة، منسجمة تماماً مع الجو العام للعمل. لم يكن الأمر مجرد تقمص أدوار، بل كان نوعاً من استدعاء وجداني لشخصيات وسياقات تعيش فينا، وكأن الممثلين وضعوا أنفسهم جسراً بين الذاكرة والمسرح.
ولا يمكن أن يمرّ هذا النجاح دون الإشادة بالطاقم التقني الذي اشتغل في صمت وإتقان. الإضاءة، السينوغرافيا، المؤثرات الصوتية والبصرية، الملابس، إدارة الخشبة... كلها عناصر تكاملت في تناغم فني بديع، ما يؤكد أن العمل المسرحي الناجح هو ثمرة مجهود جماعي، تشترك فيه العقول والقلوب والأيادي.
نوستالجيا 2025 ليس فقط عرضاً مسرحياً ناجحاً، بل هو علامة فارقة في الموسم المسرحي، وتجربة إنسانية وجمالية تستحق أن تدرس وتُعاد. لقد استطاع هذا العمل أن يجعل من الماضي نافذة للحاضر، ومن الذكرى جسراً نحو فهم الذات الجماعية بكل تناقضاتها ومآسيها وأحلامها.
إن ما عشناه في هذا العرض هو لحظة امتنان للفن، وللمسرح، وللأسماء التي لا تزال تؤمن بأن الخشبة ليست للفرجة فقط، بل أيضاً للحياة والتأمل والتغيير.